لماذا ذهب مرقس الرسول ليبشر المصريين بالمسيح يسوع ؟
ولما كان فى الوقت الذى دبره الرب المخلص يسوع المسيح بعد
صعوده إلى السماء , أنه قسم جميع الكور ( البلاد فى العالم ) على الرسل بإلهام
الروح القدس ليكرزوا فيها بكلام البشارة بالسيد يسوع المسيح , وبعد مدة وقع
نصيب مرقس الأنجيلى أن يمضى إلى كورة (بلدة) مصر ومدينة الإسكندرية العظمى
بأمر لاروح القدس لكى يسمعهم كلام أنجيل السيد المسيح ويثبتهم عليه لأجل ضلالتهم
وإنغماسهم فى عبادة ألأوثان وعبادة المخلوق دون الخالق .
وكان عندهم برابى (أوثان) كثيرة
لآلهتهم المرزولة يخدمونها فى كل مكان ويعبدونها فى أثم وسحر ويذبحون لها بينهم
قرابين لأنه أول من كرز فى مصر وأفريقيا والخمس مدن وجميع بلدانها .
فلما عاد القديس مرقس من روميه
قصد إلى الخمس مدن أولاً وبشر فى جميع مدنها بكلام الرب الإله وفعل معجزات فشفى
الأمراض وطهر برصاً وأخرج شياطين بنعمة الرب التى حلت فيه وآمن كثير بالرب يسوع من
أجل كلامه ومعجزاته فكسروا أوثانهم التى كانوا يعبدونها وكل الشجر التى كانت
الشياطين تأوى إليها وتخاطب الناس منها , ولما آمنوا بالمسيح عمدهم القديس مرقس
بإسم ألاب والأبن والروح القدس وقال له : أمضى إلى مدينة الأسكندرية لتزرع فيها
الزرع الجيد الذى هو كلام الرب الإله فقام رسول المسيح ونهض وتقوى بالروح القدس مثل
مقاتل فى الحرب , فسلم على الأخوة وودعهم وقال لهم : " السيد يسوع المسيح يسهل
طريقى لأمضى إلى الأسكندرية وأبشر فيها بأنجيله المقدس ثم صلى قائلاً : " يارب ثبت
الأخوة الذين الذين عرفوا اسمك المقدس وأعود إليهم فرحاً " فودعوه الأخوة وتوجه إلى
مدينة الأسكندرية , فلما دخل من بابها (الأسكندرية كانت داخل حصن وله عدة أبواب)
أنقطعت سيور حذاءه , فلما حدث ذلك قال : " الآن قد علمت أن الرب سهل طريقى " ثم ألتفت
فرأى أسكافى هناك فذهب إليه وأعطاه الحذاء ليصلحه , فلما أخذه الأسكافى ووضع الشفا
(المخراز) لعمل ثقب , فدخل المخراز فى كفه فقال باللغة القبطية : " إيس أو ثاوس (
) " الذى معناه يا الإله الواحد فلما سمعه القديس مرقس يذكر أسم الإله , فرح جداً
وأتجه بوجهه إلى الشرق وقال : " يا سيدى يسوع .. أنت تسهل طريقى فى كل مكان " .. ثم
تفل على الأرض , وأخذ منه طيناً ووضعه على موضع ثقب الذى أحدثه الشفا فى يد الأسكاف
وقال : " بإسم الآب والأبن والروح القدس الإله الواحد الحى الأبدى تشفى يد هذا
الأنسان فى هذه الساعة ليتمجد أسمك القدوس فشفى فى الحال وإلتئم الجرح .. ثم قال له
القديس مرقس : " إذا كنت تعرف أن الإله واحد فلماذا تعبد آلهة كثيرة ؟ " فأجاب
الأسكافى : " نحن نذكر الإله بأفواهنا لا غير (كعادة) ولا نعرف من هو " وظل السكافى
متعجباً من قوة الرب التى كانت فى صلاة مار مرقس وقال له : أنا أطلب منك يا رجل
الإله أن تأتى إلى منزل عبدك وتستريح وتأكل خبزاً لأننى رأيت اليوم أنك رحمتنى
وخففت جرح يدى " ففرح القديس مرقس من هذه الدعوة وقال له : " يعطيك لارب خبز الحياة
فى السماوات " ومضى معه إل بيته ولما دخل إلى منزل الأسكافى الفقير باركه قائلاً :
" بركة الرب تحلف ى هذا البيت " وصلى , ولما أكلوا قال له الأسكافى : " يا أبى أريد
أن تعرفنى من أنت وبأى قوة فعلت هذه الأعجوبة العظيمة معى ؟ " فقال له : " أنا أعبد
يسوع المسيح أبن الإله الحى إلى الأبد " .. فقال له الأسكافى : " أنا أريد أن
أراه " فقال له القديس مرقس : " سأدعك تبصره " ثم بدأ يشرح له أنجيل البشارة وأقوال
ربم المجد والعز كما وعظه بمواعظ وتعاليم كثيرة وأقوال الروح القدس التى ألقاها فى
فمه إلى أن قال له : " أن السيد المسيح فى آخر الزمان تجسد من مريم العذراء وجاء
إلى العالم وخلصنا من خطايانا , وقد تنبأت له النبياء وقالت عنه أقوال كثيرة , فقال
له الأسكافى : " هذه الكتب التى ذكرتها لم أسمع بها قط , لكن هنا كتب
الفلاسفة اليونانيين هى التى تعلمها الناس لأولادهم وكذلك المصريون " فقال له
القديس مرقس : " هذا العالم باطل وقبض الريح , حكمتهم لا شئ " فلما سمع الأسكاف
كلام الحكمة وكلام الكتب المقدسة من فم القديس مرقس مع ما رآه من العجيبة التى
صنعها مرقس بواسطة رب المجد فى يده التى جرحت , مال قلبه إليه وآمن بالرب وتعمد هو
وكل أهل بيته وكل من يجاوره , وكان أسمه أنيانوس , وكثر المؤمنون بالمسيح وزاد
عددهم .
وسمع أهل مدينة الأسكندرية أن
رجلاً يهودياً جليلياً (يقصدون مرقس الرسول) قد دخل المدينة وهو يريد أن يزيغ الناس
عن عبادة الأوثان , وعرفوا أن الرجل الجليلى أستطاع أن يضم إلى من يعبده عددا
كثيراً من الناس , وثار عباد ألأوثان فأردوا أن يقبضوا علي القديس مرقس فبحثوا عنه
فى كل مكان وحددوا أشخاصاً لمراقبة الطرق والبيوت والأماكن التى يتردد عليها الرجل
الجليلى فلما علم القديس مرقس بمؤامرتهم , قسم أنيانوس أسقفاً لمدينة الأسكندرية
وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة , أى أن كنيسة السكندرية بدأت بأحدى عشر فرداً مصرياً ,
وجعلهم يخدمون ويثبتون الأخوة الجدد الذين يؤمنون بالمسيحية كل يوم , وخرج من مدينة
الأسكندرية وذهب إلى بلاد الخمس المدن الغربية (ليبيا حاليا) وأقام بها سنتين يبشر
ويرسم أساقفة وقسوساً وشمامسة فى كل مدنها وبلادها , ثم عاد إلى مدينة الإسكندرية
فوجد الأخوه ثابتين فى الإيمان وكثروا جداً بنعمة الرب وأهتموا ببناء بيعة (كنيسة)
فى موضع يعرف بمرعى البهائم ( كانوا يربونها فى هذه المنطقة للذبائح التى تذبح
للأوثان ) قريبة عند البحر عند صخرة يقطع منها الأحجار .
فرح القديس مرقس فرحاً عظيماً وسجد
على ركبتيه وشكر الرب يسوع إذ ثبت الأخوة على الإيمان المسيحى وتركوا عبادة الأوثان
, وحدث أن علم عبدة الأوثان أن القديس مرقس أنالدقيس مقس عاد إلى الأسكندرية من
إزدحام المؤمنين بالمسيحية عليه لأخذ بركته , فإمتلأ الوثنيين غضباً لأجل أنتشار
المسيحية والأعمال الخيره التى يفعلها هؤلاء المؤمنين بالمسيح من شفاء المرضى
وإخراج الشياطين والخرس نطقوا والفاقدى السمع سمعوا والبرص تطهروا وشفوا , وبحثوا
عن القديس مرقس فى كل المدينة فلم يجدوه فصروا بأسنانهم غيظاً فى برابيهم ومعابد
أوثانهم وقال كهنة الأوثان : " لماذا تنتظرون على ظلم هذا الساحر على آلهتنا ؟ "
وفى أحد السبوت يوم عيد فصح السيد المسيح وكان فى تلك السنة يوم 29 من برمودة أتفق
أنه كان أيضاً عيد الوثنيين بحثوا عنه بجد فوجدوه يصلى فى الهيكل فهجموا عليه
وأخذوه وجعلوا فى حلقه حبلاً وجروه على الأرض وكانوا يهللون يرددون قائلين : " جروا
التنين فى دار البقر " ( وما زال أطفال المصريين حتى الان يرددون عبارة البقرة جهزت
هاتوا السكينة عند ذبح الأبقار فى القرى ) وكان القديس مرقس يسبح الرب ويقول : "
أشكرك يارب إذ جعلتنى مستحقاً أن أتألم على أسمك القدوس " وتهرأ لحمه وتقطع ويلتصق
بحجارة أرضية الشوارع ودمه يسيل على الأرض , وفى المساء أعتقلوه حتى يتشاوروا فى
الطريقة التى يقتلونه بها وأبواب السجن مغلقة والحراس نيام على الأبواب وإذا زلزلة
عظيمة وإضطراب شديد ونزل ملاك الرب من السماء ودخل إلى القديس وقال له : " يا مرقس
عبد الرب الإله هوذا قد كتب إسمك فى سفر الحياة , وأنضممت إلى جماعة القديسين وروحك
تسبح مع الملائكة فى السموات وجسدك لن يهلك أو يزول من على الأرض , فلما أستيقظ من
نومه رفع عينه إلى السماء وقال : " أشكرك ياربى يسوع المسيح وأسألك أن تقبلنى إليك
لأتنعم بصلاحك " فلما إنتهى من صلاته أكمل نومه فظهر له السيد المسيح كما كان يراه
قبل صلبه وموته وقيامته وصعوده , وقال له : " السلام لك يا مرقس الأنجيلى المختار "
فقال له القديس : " أشكرك يا مخلصى الصالح يسوع المسيح إذ جعلتنى مستحقاً أن أتألم
على أسمك القدوس " وأعطاه السيد المسيح سلاماً فى قلبه وغاب عنه
ولما أستيقظ من نومه كان الفجر قد بدأ
, وأشعة الشمس بدأت ترسل أشعتها وسمع ضجة خارج السجن فقد أجتمع خلق كثير من أهل
المدينة , وأعادوا الحبل فى حلقه وأعادوا ما فعلوه من قبل وهم يرددون : " جروا
التنين فى دار البقر " وجرجروه على الأرض وهو دائم الشكر والتعزية من الليلة
الماضية وكان يقول : " أنا أسلم روحى فى يدك يا إلاهى وقطعوا رأسه , ثم جمع كهنة
الأوثان وخدامها وعبدتها الأنجاس حطباً فى موضع يطلق عليه " ألنجيليون " ليحرقوا
جسد القديس هناك , وإذ الرب يسوع يرسل ضباباً كثيفاً وريح شديدة وزلزلت الرض وهطلت
أمطاراً غزيرة ومات قوم من الخوف والرعب وكانوا يقولون : " أن أوزوريس الصنم " إله
الموت عند قدماء المصريين" أفتقد الإنسان الذى قتل فى هذا اليوم ) فإجتمع
الأخوة المؤمنين وأخذوا جسد القديس مرقس الطاهر والشهيد من الرماد ولم تاكل منه
النار شيئ وذهبوا إلى البيعة ( الكنيسة) التى كانوا عليه كما جرت العادة وحفروا له
موضعاً ودفنوا جسده الطاهر ليتمموا تذكاره فى كل وقت بفرح وأبتهال وبركة لأجل
النعمة التى أعطاها لهم الرب يسوع على يديه فى مدينة الأسكندرية وجعلوا موضعه فى
شرق البيعة ( الكنيسة ) وفى اليوم التى تمت فيه شهادته وكان مرقس الرسول هو أول من
أستشهد من الجليليين على أسم السيد يسوع المسيح بالأسكندرية فى فى آخر يوم من
برمودة للمصريين ألقباط يوافق ثمانية من قلنطر مايص من شهور الروم , ويوافق 24 يوما
من نيسان من شهور العبرانيين .
ونحن أبناء الأقباط الأرثوذكسيين
نبتهل إلى الرب يسوع المسيح فله المجد والتقديس والترتيل له لأنه أرسل لنا قديساً
هو مرقس رسوله إلى أرض مصر لم يبخل بروحه لأن يقدمها من أجل أن يعرفنا نحن المصريين
بيسوع المسيح صاحب المجد والكرامة والسجود وللآب والروح القدس المحى المساوى الآن
وكل أوان إلى الأبد آمين
ولما كان فى الوقت الذى دبره الرب المخلص يسوع المسيح بعد
صعوده إلى السماء , أنه قسم جميع الكور ( البلاد فى العالم ) على الرسل بإلهام
الروح القدس ليكرزوا فيها بكلام البشارة بالسيد يسوع المسيح , وبعد مدة وقع
نصيب مرقس الأنجيلى أن يمضى إلى كورة (بلدة) مصر ومدينة الإسكندرية العظمى
بأمر لاروح القدس لكى يسمعهم كلام أنجيل السيد المسيح ويثبتهم عليه لأجل ضلالتهم
وإنغماسهم فى عبادة ألأوثان وعبادة المخلوق دون الخالق .
وكان عندهم برابى (أوثان) كثيرة
لآلهتهم المرزولة يخدمونها فى كل مكان ويعبدونها فى أثم وسحر ويذبحون لها بينهم
قرابين لأنه أول من كرز فى مصر وأفريقيا والخمس مدن وجميع بلدانها .
إيمان أول مصرى بالمسيحية وكان أسكافياً
فلما عاد القديس مرقس من روميه
قصد إلى الخمس مدن أولاً وبشر فى جميع مدنها بكلام الرب الإله وفعل معجزات فشفى
الأمراض وطهر برصاً وأخرج شياطين بنعمة الرب التى حلت فيه وآمن كثير بالرب يسوع من
أجل كلامه ومعجزاته فكسروا أوثانهم التى كانوا يعبدونها وكل الشجر التى كانت
الشياطين تأوى إليها وتخاطب الناس منها , ولما آمنوا بالمسيح عمدهم القديس مرقس
بإسم ألاب والأبن والروح القدس وقال له : أمضى إلى مدينة الأسكندرية لتزرع فيها
الزرع الجيد الذى هو كلام الرب الإله فقام رسول المسيح ونهض وتقوى بالروح القدس مثل
مقاتل فى الحرب , فسلم على الأخوة وودعهم وقال لهم : " السيد يسوع المسيح يسهل
طريقى لأمضى إلى الأسكندرية وأبشر فيها بأنجيله المقدس ثم صلى قائلاً : " يارب ثبت
الأخوة الذين الذين عرفوا اسمك المقدس وأعود إليهم فرحاً " فودعوه الأخوة وتوجه إلى
مدينة الأسكندرية , فلما دخل من بابها (الأسكندرية كانت داخل حصن وله عدة أبواب)
أنقطعت سيور حذاءه , فلما حدث ذلك قال : " الآن قد علمت أن الرب سهل طريقى " ثم ألتفت
فرأى أسكافى هناك فذهب إليه وأعطاه الحذاء ليصلحه , فلما أخذه الأسكافى ووضع الشفا
(المخراز) لعمل ثقب , فدخل المخراز فى كفه فقال باللغة القبطية : " إيس أو ثاوس (
) " الذى معناه يا الإله الواحد فلما سمعه القديس مرقس يذكر أسم الإله , فرح جداً
وأتجه بوجهه إلى الشرق وقال : " يا سيدى يسوع .. أنت تسهل طريقى فى كل مكان " .. ثم
تفل على الأرض , وأخذ منه طيناً ووضعه على موضع ثقب الذى أحدثه الشفا فى يد الأسكاف
وقال : " بإسم الآب والأبن والروح القدس الإله الواحد الحى الأبدى تشفى يد هذا
الأنسان فى هذه الساعة ليتمجد أسمك القدوس فشفى فى الحال وإلتئم الجرح .. ثم قال له
القديس مرقس : " إذا كنت تعرف أن الإله واحد فلماذا تعبد آلهة كثيرة ؟ " فأجاب
الأسكافى : " نحن نذكر الإله بأفواهنا لا غير (كعادة) ولا نعرف من هو " وظل السكافى
متعجباً من قوة الرب التى كانت فى صلاة مار مرقس وقال له : أنا أطلب منك يا رجل
الإله أن تأتى إلى منزل عبدك وتستريح وتأكل خبزاً لأننى رأيت اليوم أنك رحمتنى
وخففت جرح يدى " ففرح القديس مرقس من هذه الدعوة وقال له : " يعطيك لارب خبز الحياة
فى السماوات " ومضى معه إل بيته ولما دخل إلى منزل الأسكافى الفقير باركه قائلاً :
" بركة الرب تحلف ى هذا البيت " وصلى , ولما أكلوا قال له الأسكافى : " يا أبى أريد
أن تعرفنى من أنت وبأى قوة فعلت هذه الأعجوبة العظيمة معى ؟ " فقال له : " أنا أعبد
يسوع المسيح أبن الإله الحى إلى الأبد " .. فقال له الأسكافى : " أنا أريد أن
أراه " فقال له القديس مرقس : " سأدعك تبصره " ثم بدأ يشرح له أنجيل البشارة وأقوال
ربم المجد والعز كما وعظه بمواعظ وتعاليم كثيرة وأقوال الروح القدس التى ألقاها فى
فمه إلى أن قال له : " أن السيد المسيح فى آخر الزمان تجسد من مريم العذراء وجاء
إلى العالم وخلصنا من خطايانا , وقد تنبأت له النبياء وقالت عنه أقوال كثيرة , فقال
له الأسكافى : " هذه الكتب التى ذكرتها لم أسمع بها قط , لكن هنا كتب
الفلاسفة اليونانيين هى التى تعلمها الناس لأولادهم وكذلك المصريون " فقال له
القديس مرقس : " هذا العالم باطل وقبض الريح , حكمتهم لا شئ " فلما سمع الأسكاف
كلام الحكمة وكلام الكتب المقدسة من فم القديس مرقس مع ما رآه من العجيبة التى
صنعها مرقس بواسطة رب المجد فى يده التى جرحت , مال قلبه إليه وآمن بالرب وتعمد هو
وكل أهل بيته وكل من يجاوره , وكان أسمه أنيانوس , وكثر المؤمنون بالمسيح وزاد
عددهم .
وسمع أهل مدينة الأسكندرية أن
رجلاً يهودياً جليلياً (يقصدون مرقس الرسول) قد دخل المدينة وهو يريد أن يزيغ الناس
عن عبادة الأوثان , وعرفوا أن الرجل الجليلى أستطاع أن يضم إلى من يعبده عددا
كثيراً من الناس , وثار عباد ألأوثان فأردوا أن يقبضوا علي القديس مرقس فبحثوا عنه
فى كل مكان وحددوا أشخاصاً لمراقبة الطرق والبيوت والأماكن التى يتردد عليها الرجل
الجليلى فلما علم القديس مرقس بمؤامرتهم , قسم أنيانوس أسقفاً لمدينة الأسكندرية
وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة , أى أن كنيسة السكندرية بدأت بأحدى عشر فرداً مصرياً ,
وجعلهم يخدمون ويثبتون الأخوة الجدد الذين يؤمنون بالمسيحية كل يوم , وخرج من مدينة
الأسكندرية وذهب إلى بلاد الخمس المدن الغربية (ليبيا حاليا) وأقام بها سنتين يبشر
ويرسم أساقفة وقسوساً وشمامسة فى كل مدنها وبلادها , ثم عاد إلى مدينة الإسكندرية
فوجد الأخوه ثابتين فى الإيمان وكثروا جداً بنعمة الرب وأهتموا ببناء بيعة (كنيسة)
فى موضع يعرف بمرعى البهائم ( كانوا يربونها فى هذه المنطقة للذبائح التى تذبح
للأوثان ) قريبة عند البحر عند صخرة يقطع منها الأحجار .
إستشهاد الرسول القديس مرقس الرسول على أسم المسيح فى الأسكندرية
فرح القديس مرقس فرحاً عظيماً وسجد
على ركبتيه وشكر الرب يسوع إذ ثبت الأخوة على الإيمان المسيحى وتركوا عبادة الأوثان
, وحدث أن علم عبدة الأوثان أن القديس مرقس أنالدقيس مقس عاد إلى الأسكندرية من
إزدحام المؤمنين بالمسيحية عليه لأخذ بركته , فإمتلأ الوثنيين غضباً لأجل أنتشار
المسيحية والأعمال الخيره التى يفعلها هؤلاء المؤمنين بالمسيح من شفاء المرضى
وإخراج الشياطين والخرس نطقوا والفاقدى السمع سمعوا والبرص تطهروا وشفوا , وبحثوا
عن القديس مرقس فى كل المدينة فلم يجدوه فصروا بأسنانهم غيظاً فى برابيهم ومعابد
أوثانهم وقال كهنة الأوثان : " لماذا تنتظرون على ظلم هذا الساحر على آلهتنا ؟ "
وفى أحد السبوت يوم عيد فصح السيد المسيح وكان فى تلك السنة يوم 29 من برمودة أتفق
أنه كان أيضاً عيد الوثنيين بحثوا عنه بجد فوجدوه يصلى فى الهيكل فهجموا عليه
وأخذوه وجعلوا فى حلقه حبلاً وجروه على الأرض وكانوا يهللون يرددون قائلين : " جروا
التنين فى دار البقر " ( وما زال أطفال المصريين حتى الان يرددون عبارة البقرة جهزت
هاتوا السكينة عند ذبح الأبقار فى القرى ) وكان القديس مرقس يسبح الرب ويقول : "
أشكرك يارب إذ جعلتنى مستحقاً أن أتألم على أسمك القدوس " وتهرأ لحمه وتقطع ويلتصق
بحجارة أرضية الشوارع ودمه يسيل على الأرض , وفى المساء أعتقلوه حتى يتشاوروا فى
الطريقة التى يقتلونه بها وأبواب السجن مغلقة والحراس نيام على الأبواب وإذا زلزلة
عظيمة وإضطراب شديد ونزل ملاك الرب من السماء ودخل إلى القديس وقال له : " يا مرقس
عبد الرب الإله هوذا قد كتب إسمك فى سفر الحياة , وأنضممت إلى جماعة القديسين وروحك
تسبح مع الملائكة فى السموات وجسدك لن يهلك أو يزول من على الأرض , فلما أستيقظ من
نومه رفع عينه إلى السماء وقال : " أشكرك ياربى يسوع المسيح وأسألك أن تقبلنى إليك
لأتنعم بصلاحك " فلما إنتهى من صلاته أكمل نومه فظهر له السيد المسيح كما كان يراه
قبل صلبه وموته وقيامته وصعوده , وقال له : " السلام لك يا مرقس الأنجيلى المختار "
فقال له القديس : " أشكرك يا مخلصى الصالح يسوع المسيح إذ جعلتنى مستحقاً أن أتألم
على أسمك القدوس " وأعطاه السيد المسيح سلاماً فى قلبه وغاب عنه
ولما أستيقظ من نومه كان الفجر قد بدأ
, وأشعة الشمس بدأت ترسل أشعتها وسمع ضجة خارج السجن فقد أجتمع خلق كثير من أهل
المدينة , وأعادوا الحبل فى حلقه وأعادوا ما فعلوه من قبل وهم يرددون : " جروا
التنين فى دار البقر " وجرجروه على الأرض وهو دائم الشكر والتعزية من الليلة
الماضية وكان يقول : " أنا أسلم روحى فى يدك يا إلاهى وقطعوا رأسه , ثم جمع كهنة
الأوثان وخدامها وعبدتها الأنجاس حطباً فى موضع يطلق عليه " ألنجيليون " ليحرقوا
جسد القديس هناك , وإذ الرب يسوع يرسل ضباباً كثيفاً وريح شديدة وزلزلت الرض وهطلت
أمطاراً غزيرة ومات قوم من الخوف والرعب وكانوا يقولون : " أن أوزوريس الصنم " إله
الموت عند قدماء المصريين" أفتقد الإنسان الذى قتل فى هذا اليوم ) فإجتمع
الأخوة المؤمنين وأخذوا جسد القديس مرقس الطاهر والشهيد من الرماد ولم تاكل منه
النار شيئ وذهبوا إلى البيعة ( الكنيسة) التى كانوا عليه كما جرت العادة وحفروا له
موضعاً ودفنوا جسده الطاهر ليتمموا تذكاره فى كل وقت بفرح وأبتهال وبركة لأجل
النعمة التى أعطاها لهم الرب يسوع على يديه فى مدينة الأسكندرية وجعلوا موضعه فى
شرق البيعة ( الكنيسة ) وفى اليوم التى تمت فيه شهادته وكان مرقس الرسول هو أول من
أستشهد من الجليليين على أسم السيد يسوع المسيح بالأسكندرية فى فى آخر يوم من
برمودة للمصريين ألقباط يوافق ثمانية من قلنطر مايص من شهور الروم , ويوافق 24 يوما
من نيسان من شهور العبرانيين .
ونحن أبناء الأقباط الأرثوذكسيين
نبتهل إلى الرب يسوع المسيح فله المجد والتقديس والترتيل له لأنه أرسل لنا قديساً
هو مرقس رسوله إلى أرض مصر لم يبخل بروحه لأن يقدمها من أجل أن يعرفنا نحن المصريين
بيسوع المسيح صاحب المجد والكرامة والسجود وللآب والروح القدس المحى المساوى الآن
وكل أوان إلى الأبد آمين