مذهب المورمون
تهدف هذه البدعة الشريرة إلى الحط من قدر الألوهية وفي نفس الوقت
تؤلـه الإنسان ، حيث أنها نادت بأن الله كان إنساناً ، والإنسان سيصبح
إلهاً في المستقبل . كما نادت بتعدد الزوجات لأن الزواج سيستمر في الملكوت
.. إلخ ، ودعنا ياصديقي نناقش معاً النقاط الآتية :
أولاً : جوزيف سميث مؤسس جماعة المورمون.
ثانياً : نشأة جماعة المورمون وإنقسامها وتطورها.
ثالثاً : معتقدات جماعة المورمون.
رابعاً : كتب جماعة المورمون.
أولاً : جوزيف سميث مؤسس جماعة المورمون
1- طفولة جوزيف : وُلِد جوزيف سميث سنة 1805م في ” شارون ” بمقاطعة
وندسور بولاية فيرلوفت بالولايات المتحدة من أب يهوى العرافة والسحر
والتنجيم شغوفاً بالبحث عن كنوز كابتن كيـد ” Captain Kid ” المخفية ،
وكان يستخدم كرة بلورية ( أحجار عرافة Peep stones ) يحدق فيها لإستجلاء
المستقبل. كما كانت أمه لوسي ماك Lucy Mack شغوفة أيضاً بأعمال السحر
والروئ وكشف البخت ، وكان والديّ جوزيف مدمني الخمر متكاسلين سيئّ السمعة
لا يتمتعان بالأخلاق الحميدة مما جعل هذه الأسرة مرفوضة من المجتمع الذي
تعيش فيه فتضطر للإنتقال من مكان إلى آخر حتى أنها أنتقلت تسعة عشر مرة
خلال عشر سنوات ، فشب جوزيف في هذه البيئة الفاسدة إنساناً جاهلاً قالت
عنه أمه ” أنه لم يكن يستطع القراءة ولا بصعوبة ، ولا يعلم شيئاً عن
الكتاب المقدَّس ” (1) كما كان فظاً وكذاباً بشهادة أصدقائه.
2- رؤى جوزيف : بسبب البيئة التي نشأ فيها جوزيف كان شديد التعلق
بالأحلام يعيش بين الحقيقة والخيـال ، وأدعـى أنه رأى عدداً كبيـراً مـن
الرؤى ففـي كتـاب تعليــم وعهود ” Doctrine and Covenants ” الذي بدأ في
كتابته سنة 1828م عدد ضخم من الرؤى ، فكل تصرف شخصي يغطيه برؤية سماوية ،
فشمل الكتاب في فصوله من الأول إلى 133 رؤى جوزيف سميث ، ومن بعض الروى
التي ذكرها ما يلي :
أ - قال أنه وهو في سن الرابعة عشر قرأ في رسالة يعقوب ” وإنما أن كان أحد تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي بسخاء ولا يُعير فسيُعطى له ” (يع
1 : 5) فذهب إلى غابة سنة 1820م في يوم مشرق وطلب هذه الحكمة وجاء في
موقعهم ( الملاك الطائر ) تحت عنوان : لماذا أخذتم إسم الملاك الطائر ؟ ”
وكما حدث إرتداوا عظيماً عن إنجيل يسوع المسيح في بلدان الكتاب المقدَّس ،
حدث إرتداداً في أمريكا القديمة ، ولذلك عاشت الدنيا في ظلام .. لكن رأى
الله قلوباً نقية في الأرض ، ووجد صبياً صافياً إسمه يوسف سميث ليكون نبيه
الأول في الأيام الأخيرة . وبعد أن ظهر الله وإبنه يسوع المسيح للشاب يوسف
سميث في ربيع سنة 1820م . نعم تكلم يوسف سميث مع الله وإبنه وجهاً لوجه
كأنبياء الأيام القديمة .. ” أما الشيخ رأفت زكي فيقول ” فطغت عليه قوة
شيطانية أكتسحته إكتساحاً على حد تعبيره ، حتى إنعقد لسانه ، وفقد القدرة
على النطق وأكتنفته ظلمة حالكة ، وسيطر عليه شعور بالهلاك من العالم الخفي
، وفجأة هبط على رأسه وأستقر عليه عمود من نور وأنقذه من الكائن الخفي ،
وشاهد شخصين مضيئين أعلـى العمـود ، أشار أحدهما للثاني قائلاً ” هذا هو
إبني الحبيب له إسمع ” وسأل ( جوزيف ) الشخصين اللامعين عن أي الطوائف على
حق حتى ينضم إليها . وأتاه الجواب ينهاه عن الإنضمام إلى أي منها ، لأنها
جميعاً فـي غش وضلال ، وكلهم فاسدون ، يتقربون إلى الله بشفاههم فقط وأما
قلوبهم فبعيدة عنه ، يُعلّمون تعاليم هي وصايا الناس ولهم صورة التقوى ،
ونهاه نهياً قطعياً عن الإنضمام إلى أي منها ” (1) وكانت هذه الرؤيا صدى
للصراعات القائمة بين الطوائف البروتستانتية المختلفة وتناحرها مع بعضها
البعض.
ب - قال أنه وهو في سن السابعة عشر ظهر له ” موروني ” وأرشده إلى
الألواح الذهبية المدفونة منذ حوالي 1400 عام ، فكتب جوزيف سميث يقول ” في
مساء اليوم الحادي والعشرين من شهر سبتمبر سنة 1823م .. أخذت أصلي إلى
الله القدير .. وإني لفي دعاء الله وإذا بي ألمح نوراً يتجلى في غرفتي ،
وإذا بالنور يزداد لمعاناً حتى توهجت الغرفة بما يفوق نور الظهيرة. ولـم
يلبث أن ظهر شخص بالقرب من فراشي ماثلاً في الفضاء لا تلمس قدماه الأرض ،
وكان الشخص يرتدي ثوباً فضفاضاً يتألق تألقاً لم أرَ له مثيلاً ولا عديلاً
قط على الأرض .. وكان ثوبه منحسراً عن يديه إلى ما فوق المعصمين بقليل ،
وعن قدميه أيضاً إلى ما فوق الكاهل بقليل .. كان الثوب مفتوحاً وأستطعت
رؤية صدره .. وكان محياه خاطفاً للأبصار كالبرق تماماً . كان النور في
الغرفة شديد اللمعان ولكنه كان أشد لمعاناً فيما يحيط بهذا الشخص مباشرة .
ولما بدا لعيني لأول مرة جزعت ، ولكن سرعان ما فارقني الجزع. ودعاني الشخص
بإسمي وأنبأني بأنه رسول أُرسل إليَّ من حضرة الله وإن إسمه موروني ،
وأفضى إليَّ بأن الله قد أعدَّ لي مهمة يجب إنجازها ، وأن جميع الأمم
والأقوام والألسنة ستتداول إسمي بالخير والشر .. وأخبرني بوجود كتاب منقوش
على صفائح ذهبية وقال أن هذا الكتاب يروي تاريخ السكان القدماء للقارة
الأمريكية ويوضح أصلهم . كما قال أن الكتاب يحتوي على ملء الإنجيل الأبدي
الذي علمه المخلص لهؤلاء السكان القدماء ، وأنبأني أيضاً بأنه يوجد مع
الكتاب حجران في قوسين من الفضة ، وأن هذين الحجرين مثبتان في صدرة
ويُعرفان بالأوريم والتميم ، وإذا إقتنى إنسـان هذين الحجرين وأستخدمهما
فإنه كان يُعرف بأسم ” الرائي ” في القدم ، وقال أن الله قد أعدَّهما
لترجمة الكتاب.
ثم نهاني عن إظهار الصفائح التي ذكرها لأحد متى صارت في حوزتي .. كذلك
نهاني عن إظهار الصدرة التي تحمل الأوريم والتميم لأحد إلاَّ للذين يأمرني
الله أن أريهم إياها ، وأنذرني بأنه إن أطلعتُ عليها غير أولئك فإني هالك
، وأثناء حديثه معي بشأن الصفائح إذ إنكشفت لي رؤيا جعلتني قادراً على
رؤية مقر الصفائح ، وكانت الرؤيا من الدقة والوضوح بحيث أنني تعرفت على
الموضع عندما زرته.
وعلى أثر هذا الحديث رأيت النور المنتشر في الغرفة قد بدأ يتجمع ويلتئم
حول محدثي مباشرة ، وظل النور يتضاءل حتى عاد الظلام إلى الغرفة ماعدا حول
الشخص ، ولم ألبث أن رأيت نفقاً قد إمتد إلى السماء وأخذ الشخص يصعد فيه
حتى توارى عن نظري تماماً وعادت الغرفة إلى ماكانت عليه قبل أن يلوح ذلك
النور السماوي.
ومضيتُ أتأمل في رقدتي غرابة المنظر .. وفيما كنت أتأمل في هذه الأمور
رأيت فجأة أن النور أخذ يغمر الغرفة من جديد وفي لحظة عابرة عاد نفس
الرسول السماوي إلى مكانه بالقرب من فراشي . وقد كرَّر ما قاله في زيارته
الأول بدون أقل تغيير ، وبعد ذلك أفضى إليَّ بأن الأرض ستعاني من محن
عسيرة تؤدي إلى الهلاك بالمجاعات والسيف والأوبئة ، وأن هذه المحن
المُنكَرة ستصيب الأرض في هذا الجيل ..
وبسبب تأثير هذه الأمور على ذهني طار النوم من عيني ورقدت مدهوشاً مما
رأيت وسمعتُ . ولكن ما أعظم دهشتي حين عدتُ ورأيتُ نفس الرسول بالقرب من
فراشي وسمعته يكرّر على سمعي ما قاله من قبل ، ويضيف إليه إنذاراً قائلاً
لي أن أبليس سيعمل على إغرائي ( بسبب فقر أسرة أبي ) بأن أحصل على الصفائح
طمعاً في الغنى ، ونهاني الرسول عن ذلك ..
وعقب هذه الزيارة الثالثة صعد إلى السماء كما فعل من قبل وتركني أفكر مرة
أخرى في غرابة ما مرَّ بي ، ولم يكد الرسول السماوي يمضي عني للمرة
الثالثة حتى صاح الديك ووجدت أن النهار على وشك الظهور فأستنتجت أن
الزيارات قد أستغرقت تلك الليلة كلها.
وبعد برهة نهضت من فراشي وأنصرفت كالعادة إلى الأعمال اليومية الضرورية ،
ولكن حين أقدمت على العمل وجدت نفسي منهوك القوة كأني عاجز تماماً . أما
أبي الذي كان يكد معي فقد لاحظ أن بي علة فأمرني بالعودة إلى المنزل ،
وفعلاً بدأت في التوجه إلى المنزل ، ولكن قواي خارت حين حاولت إجتياز
السياج والخروج من الحقل حيث كنَّا . فأرتميت على الأرض متهالكاً متخاذلاً
وقضيت فترة من الزمن فاقد الوعي لا أشعر بشئ .
وأذكر أن أول ما تنبهت إليه حين عاد إليَّ رشدي كان صوتاً يحدثني
منادياً إياي بإسمي .. فرفعت نظري ورأيت نفس الرسول ماثلاً فوق رأسي
متسربلاً بالنور كما كان من قبل. وكرَّر على سمعي جميع ما أنهاه إليَّ في
الليلة السابقة وأمرني بأن أذهب إلى أبي وأن أطلعه على أمر الرؤيا
والوصايا التي تسلمتها.
فأذعنت للأمر وعدت إلى أبي في الحقل وأفضيت إليه بالأمر كله ، وأجابني أبي
قائلاً ” إن ما جاءني إنما هو من الله ، وأمرني أن أنفذ ما أمرني به
الرسول. غادرت الحقـل وقصدت إلى المكان حيث كانت الصفائح كما ذكر الرسول ،
وما أن بلغت المكان حتى عرفته إذ كانت الرؤيا التي شاهدت فيها المكان
واضحة جلية.
بالقرب من قرية مانشستر التابعة لمقاطعة أونتاريو بولاية نيويورك يقع تل
عظيم يفوق جميع التلال المجاورة شموخاً وإرتفاعاً . وفي الجهة الغربية من
هذا التل على مقربة من القمة كانت الصفائح في صندوق من الحجر وقد أستقرت
تحت صخرة ضخمة ..
وبعد إزالة التراب جئت بسارية وأتخذت منها رافعة ثبتُّها تحت أحد الأطراف
وضغطت على السارية ضغطاً خفيفاً فأرتفعت الصخرة من مكانها ، ونظرت داخل
الصندوق فإذا بي أشاهد الصفائح والأوريم والتميم والصدرة . وكان الصندوق
الذي يحويها قد شُكّل من أحجار رصَّت في نوع من الملاط . وكان في قاع
الصندوق حجران متقاطعان أستقرت عليهما الصفائح والأشياء الأخرى معها.
وعندما حاولت إخراجها منعني الرسول عن ذلك وذكرني بأن وقت إخراجها لم يكن
قد حان بعد .. وماكان له أن يحين حتى تنقضي أربع سنوات من ذلك اليوم ،
لكنه أمرني بالعودة إلى ذلك المكان في نفس اليوم من العام التالي بالضبط
وأنه سيلقاني هناك ، وأوصاني بأن أواظب على الرجوع حتى يحين وقت حصولي على
الصفائح .
وطبقاً لذلك صرت أختلف إلى ذلك الموضع كلما إنقضى عام كما أوصاني الرسول
وكنت كلما ذهبتُ أجد نفس الرسول هناك فأحظى منه في كل مقابلة بتوجيهات
ومعلومات تتعلق بما ينوي الرب أن يفعله وبالطريقة التي سيدبر بها الرب
مملكته في الأيام الأخيرة.
وأخيراً حان موعد الحصول على الصفائح والأوريم والتميم والصدرة . وذلك
إن في اليوم الثاني والعشرين من شهر سبتمبر سنة 1827م قصدت كعادتي في
نهاية عام آخر إلى المكان حيث كانت الصفائح مودعة فسلَّمها لي نفس الرسول
موصياً إياي بأن أكون مسئولاً عنها حريصاً عليها منذراً إياي بأني إذا
قصَّرت فيها أو أهملتها فإني سأُقطع .. ولم ألبث أن أيقنت سبب ذلك
التشدُّد الصارم فيما صدر إليَّ من أمر حمايتها وسبب تصريح الرسول بأنه
سيستردها متى قمت بالمطلوب مني . ذلك أنه لم يكد يشاع أنها في حوزتي حتى
بذل البعض أعظم الجهود لأخذها منـي ، وسعوا وراء هذه الغاية بكل ما خطر
على بالهم من الوسائل والحيل . وأصبح الإضطهاد أشدَّ قسوة وبشاعة مما كان
، وأخذ الكثيرون يتحينون الفرص في غير كلل أو ملل ليسلبوني إياها إذا
أُتيح لهم ذلك . ولكن بحكمة الله ظلت بين يدي في أمان حتى أكملت بواسطتها
ما كُلفت به من مهمة ، ولما طلبها الرسول بمقتضى الإتفاق سلَّمتها إليه ..
” (1).
وقد أنشأ المورمون موقعاً على شبكة الإنترنت بإسم الملاك الطائر ،
وجاء فيه تحت عنوان لماذا إخترتم إسم الملاك الطائر ؟ ” يشير إسم ” الملاك
الطائر ” إلى الملاك الذي رآه الرسول يوحنا في رؤيته المشهورة ، وحيث كان
يشهد أحاديث تاريخ البشرية . فآراه الرب الأيام الأخيرة قبل المجئ الثاني
ليسوع المسيح – أي أيامنا هذه – .. فكانت مهمة هذا الملاك إعداد الأرض
لمجئ المسيح الثاني ، ويصرح أعضاء كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام
الأخيرة بأن هذا الملاك قد جاء إلى الأرض بالفعل وإسمه ” موروتي ” .
ج - قال أنـه وهو في سن الرابعة والعشرين ذهب مع صديقه السيد جودري ”
Gowdery ” في شهر مايو سنة 1829م إلى غابة ليصليا معاً ، فهبط عليهما شخص
محاط بسحابة نورانية ، ووضع يديه عليهما وقال لهما ” باسم المسيح أمنحكما
ياشريكيَّ في الخدمة كهنوت هارون الذي يستأثر بمفاتيح خدمة الملائكة
وبشارة التوبة والمعمودية بالتغطيس لمغفرة الخطايا . ولن ننزع هذا الكهنوت
من الأرض ثانية ، وهذا الكهنوت لا ينطوي على سلطة منح الروح القدس بوضع
الأيدي ” وأمره أن يعمد ” جودري ” ويقوم الآخر بعماده ، ويقول جوزيف ” وتم
ذلك ورسمته لكهنوت هارون . ثم وضع ( جودي ) يديه ورسمني للكهنوت ذاته ” (
السيرة الذاتية لسميث ص 17 ) (2) .
وأسس جوزيف سميث كنيسة المرمون ، وكل ذكر كان يبلغ الرابعة عشر من
عمره يعطيه جوزيف كهنوت هارون ، وعندما يبلغ العشرين يتم ترقيته إلى شيخ ”
Elder ” أي يعطيه كهنوت ملكي صادق.
وشهد إبني القس ناثانائيل من الميثودست أن جوزيف سميث طلب من أبيهما
أن ينضم إلى كنيسة الميثودست ، فوافقه على أن يتوب عن أفعاله الزميمة ،
وبعد إنضمامه بثلاثة أيام طُرد من الكنيسة بسبب إكتشاف خداعه ، وهذا ضد ما
إدعاه جوزيف بأنه عندما سأل الملاك أي طائفة يتبع نهاه عن جميع الطوائف ،
وبلغت كراهية جوزيف سميث للقسوس الإنجيليين إلى حد قوله ” جميعهم كأبيهم
الشيطان هم وجميع من يتبعونهم بدون إستثناء سينالوا نصيبهم مع الشيطان
وملائكته ” ( Elders Journal Vol. 8 ) (2)
وقد إنتظم جوزيف مع بعض أتباعه في الماسونية ، فيقول أحد معلمي المورمون ”
في بداية عصر كنيسة المورمون إنتظم كل من جوزيف سميث والعديد من قيادات
المورمون في المحفل الماسوني في ” نيوفيو الليفنر ” وذلك في 15 مايو سنة
1842م ، وفي اليوم التالي مباشرة رُقي إلى الدرجة 32 وهي درجة السيد
المهيب المبجَّل للأسرار الملكية ، ونتج عن ذلك إثارة غضب وحفيظة عدد من
رجال السلطة الماسونية ، فأضطر الأستاذ الأعظم لذلك المحفل من سحب ذلك
القرار ، وطرد أكثر من 1500 من أعضاء المورمون من المحفل الماسوني ، وفي
الحال تأثرت طقوس وممارسات المعبد المورموني بما يجري في المعبد الماسوني
” (1) ومن هنا جاء إرتباط المورمونية بالماسونية إذ على كل إنسان مورموني
أن يمارس في المعبد المورموني طقوساً معقدة تشابه طقوس الماسونية وتسمى
الوقف ” Endowment ” .
وأمر جوزيف أتباعه بممارسة تعدد الزوجات ، فأدعى أنه رأى في رؤيا في 12
يوليو 1843م في بلدة ” نيوفو ” تأمره بالزواج من أكثر من إمرأة ، وقال أن
هذه الرؤية جاءت خصيصاً من أجل زوجته ” أيماهال سميث ” لكيما تصفح عنه
لزواجه بعدَّة نساء أخريات ، وأن تُحسن إستقبالهنَّ حتى لا ترتكب إثماً
عظيماً وتتعرض للهلاك الأبدي.
ونتيجة هذه الإنحرافات تخلى كثير من أصدقائه عنه ، وأخذوا يكشفون
إنحرافاته في جريدة نوفو أكسبوستر Nauvoo Expasitor التي تصدر في مدينة ”
لافابيت ” فثار جوزيف ضدهم ، وأستطاع بطريقة ما الحصول على أمر من مجلس
المدينة بهـدم مكان طباعة المجلة ، وهاجم هو وأتباعه مكان المجلة وأحرقوه
، فتقدم أصحاب المجلة بشكوى ضده إلى حاكم الولاية الذي أمر بإيداعه في
السجن مع أخيه حيرام وبعض أتباعه لحين محاكمتهم ، ولكن ثار البعض عليه
وأقتحموا السجن وحدثت معركة قُتِل فيها جوزيف سميث وأخيه حيرام في 27
يوليو 1844م وله من العمر تسعة وثلاثون عاما، فإعتبره أتباعه أنه شهيد.
تهدف هذه البدعة الشريرة إلى الحط من قدر الألوهية وفي نفس الوقت
تؤلـه الإنسان ، حيث أنها نادت بأن الله كان إنساناً ، والإنسان سيصبح
إلهاً في المستقبل . كما نادت بتعدد الزوجات لأن الزواج سيستمر في الملكوت
.. إلخ ، ودعنا ياصديقي نناقش معاً النقاط الآتية :
أولاً : جوزيف سميث مؤسس جماعة المورمون.
ثانياً : نشأة جماعة المورمون وإنقسامها وتطورها.
ثالثاً : معتقدات جماعة المورمون.
رابعاً : كتب جماعة المورمون.
أولاً : جوزيف سميث مؤسس جماعة المورمون
1- طفولة جوزيف : وُلِد جوزيف سميث سنة 1805م في ” شارون ” بمقاطعة
وندسور بولاية فيرلوفت بالولايات المتحدة من أب يهوى العرافة والسحر
والتنجيم شغوفاً بالبحث عن كنوز كابتن كيـد ” Captain Kid ” المخفية ،
وكان يستخدم كرة بلورية ( أحجار عرافة Peep stones ) يحدق فيها لإستجلاء
المستقبل. كما كانت أمه لوسي ماك Lucy Mack شغوفة أيضاً بأعمال السحر
والروئ وكشف البخت ، وكان والديّ جوزيف مدمني الخمر متكاسلين سيئّ السمعة
لا يتمتعان بالأخلاق الحميدة مما جعل هذه الأسرة مرفوضة من المجتمع الذي
تعيش فيه فتضطر للإنتقال من مكان إلى آخر حتى أنها أنتقلت تسعة عشر مرة
خلال عشر سنوات ، فشب جوزيف في هذه البيئة الفاسدة إنساناً جاهلاً قالت
عنه أمه ” أنه لم يكن يستطع القراءة ولا بصعوبة ، ولا يعلم شيئاً عن
الكتاب المقدَّس ” (1) كما كان فظاً وكذاباً بشهادة أصدقائه.
2- رؤى جوزيف : بسبب البيئة التي نشأ فيها جوزيف كان شديد التعلق
بالأحلام يعيش بين الحقيقة والخيـال ، وأدعـى أنه رأى عدداً كبيـراً مـن
الرؤى ففـي كتـاب تعليــم وعهود ” Doctrine and Covenants ” الذي بدأ في
كتابته سنة 1828م عدد ضخم من الرؤى ، فكل تصرف شخصي يغطيه برؤية سماوية ،
فشمل الكتاب في فصوله من الأول إلى 133 رؤى جوزيف سميث ، ومن بعض الروى
التي ذكرها ما يلي :
أ - قال أنه وهو في سن الرابعة عشر قرأ في رسالة يعقوب ” وإنما أن كان أحد تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي بسخاء ولا يُعير فسيُعطى له ” (يع
1 : 5) فذهب إلى غابة سنة 1820م في يوم مشرق وطلب هذه الحكمة وجاء في
موقعهم ( الملاك الطائر ) تحت عنوان : لماذا أخذتم إسم الملاك الطائر ؟ ”
وكما حدث إرتداوا عظيماً عن إنجيل يسوع المسيح في بلدان الكتاب المقدَّس ،
حدث إرتداداً في أمريكا القديمة ، ولذلك عاشت الدنيا في ظلام .. لكن رأى
الله قلوباً نقية في الأرض ، ووجد صبياً صافياً إسمه يوسف سميث ليكون نبيه
الأول في الأيام الأخيرة . وبعد أن ظهر الله وإبنه يسوع المسيح للشاب يوسف
سميث في ربيع سنة 1820م . نعم تكلم يوسف سميث مع الله وإبنه وجهاً لوجه
كأنبياء الأيام القديمة .. ” أما الشيخ رأفت زكي فيقول ” فطغت عليه قوة
شيطانية أكتسحته إكتساحاً على حد تعبيره ، حتى إنعقد لسانه ، وفقد القدرة
على النطق وأكتنفته ظلمة حالكة ، وسيطر عليه شعور بالهلاك من العالم الخفي
، وفجأة هبط على رأسه وأستقر عليه عمود من نور وأنقذه من الكائن الخفي ،
وشاهد شخصين مضيئين أعلـى العمـود ، أشار أحدهما للثاني قائلاً ” هذا هو
إبني الحبيب له إسمع ” وسأل ( جوزيف ) الشخصين اللامعين عن أي الطوائف على
حق حتى ينضم إليها . وأتاه الجواب ينهاه عن الإنضمام إلى أي منها ، لأنها
جميعاً فـي غش وضلال ، وكلهم فاسدون ، يتقربون إلى الله بشفاههم فقط وأما
قلوبهم فبعيدة عنه ، يُعلّمون تعاليم هي وصايا الناس ولهم صورة التقوى ،
ونهاه نهياً قطعياً عن الإنضمام إلى أي منها ” (1) وكانت هذه الرؤيا صدى
للصراعات القائمة بين الطوائف البروتستانتية المختلفة وتناحرها مع بعضها
البعض.
ب - قال أنه وهو في سن السابعة عشر ظهر له ” موروني ” وأرشده إلى
الألواح الذهبية المدفونة منذ حوالي 1400 عام ، فكتب جوزيف سميث يقول ” في
مساء اليوم الحادي والعشرين من شهر سبتمبر سنة 1823م .. أخذت أصلي إلى
الله القدير .. وإني لفي دعاء الله وإذا بي ألمح نوراً يتجلى في غرفتي ،
وإذا بالنور يزداد لمعاناً حتى توهجت الغرفة بما يفوق نور الظهيرة. ولـم
يلبث أن ظهر شخص بالقرب من فراشي ماثلاً في الفضاء لا تلمس قدماه الأرض ،
وكان الشخص يرتدي ثوباً فضفاضاً يتألق تألقاً لم أرَ له مثيلاً ولا عديلاً
قط على الأرض .. وكان ثوبه منحسراً عن يديه إلى ما فوق المعصمين بقليل ،
وعن قدميه أيضاً إلى ما فوق الكاهل بقليل .. كان الثوب مفتوحاً وأستطعت
رؤية صدره .. وكان محياه خاطفاً للأبصار كالبرق تماماً . كان النور في
الغرفة شديد اللمعان ولكنه كان أشد لمعاناً فيما يحيط بهذا الشخص مباشرة .
ولما بدا لعيني لأول مرة جزعت ، ولكن سرعان ما فارقني الجزع. ودعاني الشخص
بإسمي وأنبأني بأنه رسول أُرسل إليَّ من حضرة الله وإن إسمه موروني ،
وأفضى إليَّ بأن الله قد أعدَّ لي مهمة يجب إنجازها ، وأن جميع الأمم
والأقوام والألسنة ستتداول إسمي بالخير والشر .. وأخبرني بوجود كتاب منقوش
على صفائح ذهبية وقال أن هذا الكتاب يروي تاريخ السكان القدماء للقارة
الأمريكية ويوضح أصلهم . كما قال أن الكتاب يحتوي على ملء الإنجيل الأبدي
الذي علمه المخلص لهؤلاء السكان القدماء ، وأنبأني أيضاً بأنه يوجد مع
الكتاب حجران في قوسين من الفضة ، وأن هذين الحجرين مثبتان في صدرة
ويُعرفان بالأوريم والتميم ، وإذا إقتنى إنسـان هذين الحجرين وأستخدمهما
فإنه كان يُعرف بأسم ” الرائي ” في القدم ، وقال أن الله قد أعدَّهما
لترجمة الكتاب.
ثم نهاني عن إظهار الصفائح التي ذكرها لأحد متى صارت في حوزتي .. كذلك
نهاني عن إظهار الصدرة التي تحمل الأوريم والتميم لأحد إلاَّ للذين يأمرني
الله أن أريهم إياها ، وأنذرني بأنه إن أطلعتُ عليها غير أولئك فإني هالك
، وأثناء حديثه معي بشأن الصفائح إذ إنكشفت لي رؤيا جعلتني قادراً على
رؤية مقر الصفائح ، وكانت الرؤيا من الدقة والوضوح بحيث أنني تعرفت على
الموضع عندما زرته.
وعلى أثر هذا الحديث رأيت النور المنتشر في الغرفة قد بدأ يتجمع ويلتئم
حول محدثي مباشرة ، وظل النور يتضاءل حتى عاد الظلام إلى الغرفة ماعدا حول
الشخص ، ولم ألبث أن رأيت نفقاً قد إمتد إلى السماء وأخذ الشخص يصعد فيه
حتى توارى عن نظري تماماً وعادت الغرفة إلى ماكانت عليه قبل أن يلوح ذلك
النور السماوي.
ومضيتُ أتأمل في رقدتي غرابة المنظر .. وفيما كنت أتأمل في هذه الأمور
رأيت فجأة أن النور أخذ يغمر الغرفة من جديد وفي لحظة عابرة عاد نفس
الرسول السماوي إلى مكانه بالقرب من فراشي . وقد كرَّر ما قاله في زيارته
الأول بدون أقل تغيير ، وبعد ذلك أفضى إليَّ بأن الأرض ستعاني من محن
عسيرة تؤدي إلى الهلاك بالمجاعات والسيف والأوبئة ، وأن هذه المحن
المُنكَرة ستصيب الأرض في هذا الجيل ..
وبسبب تأثير هذه الأمور على ذهني طار النوم من عيني ورقدت مدهوشاً مما
رأيت وسمعتُ . ولكن ما أعظم دهشتي حين عدتُ ورأيتُ نفس الرسول بالقرب من
فراشي وسمعته يكرّر على سمعي ما قاله من قبل ، ويضيف إليه إنذاراً قائلاً
لي أن أبليس سيعمل على إغرائي ( بسبب فقر أسرة أبي ) بأن أحصل على الصفائح
طمعاً في الغنى ، ونهاني الرسول عن ذلك ..
وعقب هذه الزيارة الثالثة صعد إلى السماء كما فعل من قبل وتركني أفكر مرة
أخرى في غرابة ما مرَّ بي ، ولم يكد الرسول السماوي يمضي عني للمرة
الثالثة حتى صاح الديك ووجدت أن النهار على وشك الظهور فأستنتجت أن
الزيارات قد أستغرقت تلك الليلة كلها.
وبعد برهة نهضت من فراشي وأنصرفت كالعادة إلى الأعمال اليومية الضرورية ،
ولكن حين أقدمت على العمل وجدت نفسي منهوك القوة كأني عاجز تماماً . أما
أبي الذي كان يكد معي فقد لاحظ أن بي علة فأمرني بالعودة إلى المنزل ،
وفعلاً بدأت في التوجه إلى المنزل ، ولكن قواي خارت حين حاولت إجتياز
السياج والخروج من الحقل حيث كنَّا . فأرتميت على الأرض متهالكاً متخاذلاً
وقضيت فترة من الزمن فاقد الوعي لا أشعر بشئ .
وأذكر أن أول ما تنبهت إليه حين عاد إليَّ رشدي كان صوتاً يحدثني
منادياً إياي بإسمي .. فرفعت نظري ورأيت نفس الرسول ماثلاً فوق رأسي
متسربلاً بالنور كما كان من قبل. وكرَّر على سمعي جميع ما أنهاه إليَّ في
الليلة السابقة وأمرني بأن أذهب إلى أبي وأن أطلعه على أمر الرؤيا
والوصايا التي تسلمتها.
فأذعنت للأمر وعدت إلى أبي في الحقل وأفضيت إليه بالأمر كله ، وأجابني أبي
قائلاً ” إن ما جاءني إنما هو من الله ، وأمرني أن أنفذ ما أمرني به
الرسول. غادرت الحقـل وقصدت إلى المكان حيث كانت الصفائح كما ذكر الرسول ،
وما أن بلغت المكان حتى عرفته إذ كانت الرؤيا التي شاهدت فيها المكان
واضحة جلية.
بالقرب من قرية مانشستر التابعة لمقاطعة أونتاريو بولاية نيويورك يقع تل
عظيم يفوق جميع التلال المجاورة شموخاً وإرتفاعاً . وفي الجهة الغربية من
هذا التل على مقربة من القمة كانت الصفائح في صندوق من الحجر وقد أستقرت
تحت صخرة ضخمة ..
وبعد إزالة التراب جئت بسارية وأتخذت منها رافعة ثبتُّها تحت أحد الأطراف
وضغطت على السارية ضغطاً خفيفاً فأرتفعت الصخرة من مكانها ، ونظرت داخل
الصندوق فإذا بي أشاهد الصفائح والأوريم والتميم والصدرة . وكان الصندوق
الذي يحويها قد شُكّل من أحجار رصَّت في نوع من الملاط . وكان في قاع
الصندوق حجران متقاطعان أستقرت عليهما الصفائح والأشياء الأخرى معها.
وعندما حاولت إخراجها منعني الرسول عن ذلك وذكرني بأن وقت إخراجها لم يكن
قد حان بعد .. وماكان له أن يحين حتى تنقضي أربع سنوات من ذلك اليوم ،
لكنه أمرني بالعودة إلى ذلك المكان في نفس اليوم من العام التالي بالضبط
وأنه سيلقاني هناك ، وأوصاني بأن أواظب على الرجوع حتى يحين وقت حصولي على
الصفائح .
وطبقاً لذلك صرت أختلف إلى ذلك الموضع كلما إنقضى عام كما أوصاني الرسول
وكنت كلما ذهبتُ أجد نفس الرسول هناك فأحظى منه في كل مقابلة بتوجيهات
ومعلومات تتعلق بما ينوي الرب أن يفعله وبالطريقة التي سيدبر بها الرب
مملكته في الأيام الأخيرة.
وأخيراً حان موعد الحصول على الصفائح والأوريم والتميم والصدرة . وذلك
إن في اليوم الثاني والعشرين من شهر سبتمبر سنة 1827م قصدت كعادتي في
نهاية عام آخر إلى المكان حيث كانت الصفائح مودعة فسلَّمها لي نفس الرسول
موصياً إياي بأن أكون مسئولاً عنها حريصاً عليها منذراً إياي بأني إذا
قصَّرت فيها أو أهملتها فإني سأُقطع .. ولم ألبث أن أيقنت سبب ذلك
التشدُّد الصارم فيما صدر إليَّ من أمر حمايتها وسبب تصريح الرسول بأنه
سيستردها متى قمت بالمطلوب مني . ذلك أنه لم يكد يشاع أنها في حوزتي حتى
بذل البعض أعظم الجهود لأخذها منـي ، وسعوا وراء هذه الغاية بكل ما خطر
على بالهم من الوسائل والحيل . وأصبح الإضطهاد أشدَّ قسوة وبشاعة مما كان
، وأخذ الكثيرون يتحينون الفرص في غير كلل أو ملل ليسلبوني إياها إذا
أُتيح لهم ذلك . ولكن بحكمة الله ظلت بين يدي في أمان حتى أكملت بواسطتها
ما كُلفت به من مهمة ، ولما طلبها الرسول بمقتضى الإتفاق سلَّمتها إليه ..
” (1).
وقد أنشأ المورمون موقعاً على شبكة الإنترنت بإسم الملاك الطائر ،
وجاء فيه تحت عنوان لماذا إخترتم إسم الملاك الطائر ؟ ” يشير إسم ” الملاك
الطائر ” إلى الملاك الذي رآه الرسول يوحنا في رؤيته المشهورة ، وحيث كان
يشهد أحاديث تاريخ البشرية . فآراه الرب الأيام الأخيرة قبل المجئ الثاني
ليسوع المسيح – أي أيامنا هذه – .. فكانت مهمة هذا الملاك إعداد الأرض
لمجئ المسيح الثاني ، ويصرح أعضاء كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام
الأخيرة بأن هذا الملاك قد جاء إلى الأرض بالفعل وإسمه ” موروتي ” .
ج - قال أنـه وهو في سن الرابعة والعشرين ذهب مع صديقه السيد جودري ”
Gowdery ” في شهر مايو سنة 1829م إلى غابة ليصليا معاً ، فهبط عليهما شخص
محاط بسحابة نورانية ، ووضع يديه عليهما وقال لهما ” باسم المسيح أمنحكما
ياشريكيَّ في الخدمة كهنوت هارون الذي يستأثر بمفاتيح خدمة الملائكة
وبشارة التوبة والمعمودية بالتغطيس لمغفرة الخطايا . ولن ننزع هذا الكهنوت
من الأرض ثانية ، وهذا الكهنوت لا ينطوي على سلطة منح الروح القدس بوضع
الأيدي ” وأمره أن يعمد ” جودري ” ويقوم الآخر بعماده ، ويقول جوزيف ” وتم
ذلك ورسمته لكهنوت هارون . ثم وضع ( جودي ) يديه ورسمني للكهنوت ذاته ” (
السيرة الذاتية لسميث ص 17 ) (2) .
وأسس جوزيف سميث كنيسة المرمون ، وكل ذكر كان يبلغ الرابعة عشر من
عمره يعطيه جوزيف كهنوت هارون ، وعندما يبلغ العشرين يتم ترقيته إلى شيخ ”
Elder ” أي يعطيه كهنوت ملكي صادق.
إدعاء جوزيف النبؤة وإنحرافاته وقتله : بعد أن نشر جوزيف سميث كتاب
المرمون سنة 1830م مـن الصفائـح الذهبية بعد أن قام بترجمتها نادى بنفسه
نبياً ملهماً من الله ، فألتف حوله الكثيرون ، ولكن تصرفاته لم تكن سوية
ولذلك تقدم أثنان وستون شخصاً من جيرانه بشكوى ضده هو ووالده بسبب
إفتقارهم للأخلاق الحميدة ، وإدمانهم للعادات السيئة ( جوش مكدويل –
ضلالات الأزمنـة الأخيـرة ص 68 ) وبعد ذلك قـام بتزويـر بعض النقود ،
ويعترف جوزيف أنه ” أقترف زلات طائشة ، وذلك بسبب ضعف الطبيعة البشرية وما
بها من قصور ! وقد ورطه ذلك في ألوان من التجارب والآثام البغيضة عند الله
” ( شهادة سميث ص 7 ) (1) .
وشهد إبني القس ناثانائيل من الميثودست أن جوزيف سميث طلب من أبيهما
أن ينضم إلى كنيسة الميثودست ، فوافقه على أن يتوب عن أفعاله الزميمة ،
وبعد إنضمامه بثلاثة أيام طُرد من الكنيسة بسبب إكتشاف خداعه ، وهذا ضد ما
إدعاه جوزيف بأنه عندما سأل الملاك أي طائفة يتبع نهاه عن جميع الطوائف ،
وبلغت كراهية جوزيف سميث للقسوس الإنجيليين إلى حد قوله ” جميعهم كأبيهم
الشيطان هم وجميع من يتبعونهم بدون إستثناء سينالوا نصيبهم مع الشيطان
وملائكته ” ( Elders Journal Vol. 8 ) (2)
وقد إنتظم جوزيف مع بعض أتباعه في الماسونية ، فيقول أحد معلمي المورمون ”
في بداية عصر كنيسة المورمون إنتظم كل من جوزيف سميث والعديد من قيادات
المورمون في المحفل الماسوني في ” نيوفيو الليفنر ” وذلك في 15 مايو سنة
1842م ، وفي اليوم التالي مباشرة رُقي إلى الدرجة 32 وهي درجة السيد
المهيب المبجَّل للأسرار الملكية ، ونتج عن ذلك إثارة غضب وحفيظة عدد من
رجال السلطة الماسونية ، فأضطر الأستاذ الأعظم لذلك المحفل من سحب ذلك
القرار ، وطرد أكثر من 1500 من أعضاء المورمون من المحفل الماسوني ، وفي
الحال تأثرت طقوس وممارسات المعبد المورموني بما يجري في المعبد الماسوني
” (1) ومن هنا جاء إرتباط المورمونية بالماسونية إذ على كل إنسان مورموني
أن يمارس في المعبد المورموني طقوساً معقدة تشابه طقوس الماسونية وتسمى
الوقف ” Endowment ” .
وأمر جوزيف أتباعه بممارسة تعدد الزوجات ، فأدعى أنه رأى في رؤيا في 12
يوليو 1843م في بلدة ” نيوفو ” تأمره بالزواج من أكثر من إمرأة ، وقال أن
هذه الرؤية جاءت خصيصاً من أجل زوجته ” أيماهال سميث ” لكيما تصفح عنه
لزواجه بعدَّة نساء أخريات ، وأن تُحسن إستقبالهنَّ حتى لا ترتكب إثماً
عظيماً وتتعرض للهلاك الأبدي.
ونتيجة هذه الإنحرافات تخلى كثير من أصدقائه عنه ، وأخذوا يكشفون
إنحرافاته في جريدة نوفو أكسبوستر Nauvoo Expasitor التي تصدر في مدينة ”
لافابيت ” فثار جوزيف ضدهم ، وأستطاع بطريقة ما الحصول على أمر من مجلس
المدينة بهـدم مكان طباعة المجلة ، وهاجم هو وأتباعه مكان المجلة وأحرقوه
، فتقدم أصحاب المجلة بشكوى ضده إلى حاكم الولاية الذي أمر بإيداعه في
السجن مع أخيه حيرام وبعض أتباعه لحين محاكمتهم ، ولكن ثار البعض عليه
وأقتحموا السجن وحدثت معركة قُتِل فيها جوزيف سميث وأخيه حيرام في 27
يوليو 1844م وله من العمر تسعة وثلاثون عاما، فإعتبره أتباعه أنه شهيد.