منتديات ابن الراعى

سيرة القديس بابا صادق .. الطائر الروحانى Urlhtt10


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ابن الراعى

سيرة القديس بابا صادق .. الطائر الروحانى Urlhtt10

منتديات ابن الراعى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    سيرة القديس بابا صادق .. الطائر الروحانى

    ابن الانبا توماس
    ابن الانبا توماس
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 374
    نقاط : 49273
    تاريخ التسجيل : 09/03/2011
    الموقع : منتديات ابن الراعى

    متميز سيرة القديس بابا صادق .. الطائر الروحانى

    مُساهمة من طرف ابن الانبا توماس الأربعاء 16 مارس 2011 - 6:02

    مكانته عند رجال الكنيسة :

    و قد وقع خبر انتقال بابا صادق كالصاعقة على نفوس الجميع وأحس من حوله بفقدهم ذلك البار الذي كان ينبوعا للمياه التي تروى كل حين بالروح القدس حتى أن نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم (قداسة البابا شنودة الثالث) حضر للتعزية في اليوم الثالث لانتقاله قال لأولاده بالروح "لما بلغوني أن عم صادق تنيح حسيت برهبة لأن الرجل ده ليه مكانته الروحية".


    مقالات النعمة :

    كتب قديسنا هذه القصة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ونشرت في جريدة الأنوار في 14 يناير 1951:
    استيقظت إحدى القرى المسيحية صباح عيد الميلاد ولا حديث لها إلا عن ذلك الغريب الذي هبط على القرية ليلة العيد، وكان يتصدى رواد الكنيسة عند انصرافهم يسألهم مأوى عندهم من وجه الفاقة والبرد والمرض، فخشى الناس أن يكون محتالا أو ناقلا لعدوى المرض فأعرض البعض عنه واكتفى البعض الآخر بما تصدق به عليه، والغريب من أمره أنهم لا يعلمون عن مصيره شيئا إذ لم يبد له أثر في القرية كلها في اليوم التالي وقد طغى الحديث عن هذا الغريب على حديث الكاهن عن حوادث الميلاد المجيد.

    انقضى الاحتفال بالعيد واستأنف أهل القرية أعمالهم واقبلوا على مشاغلهم ، فلما كان يوم الأحد التالي، وقد أخذوا طريقهم إلى الكنيسة عاودتهم ذكراه إذ أثار الكاهن في عظة ذلك الصباح موضوع ذلك الغريب قائلا "لعلكم تذكرون يا أحبائي ليلة عيد الميلاد عند انصرافكم من الكنيسة حتى التقيتم عند خروجكم بهذا الغريب الذي كان غريبا حقا في مظهره وفي مطلبه الذي خفتم منه ولم يقبل أحد منكم أن يقبله بل كان كل واحد منكم يتحاشى ما يعيقه في طريقه إلى داره في هذه الساعة المتأخرة من الليل القارس البرد.

    و قد تقدم لي هذا الغريب وكنت مأخوذا من جميع مشاهد ميلاد الرب بمشهد اتضاعه الفائق من قبل حبه الذي يفوق كل عقل وكنت في طريقي إلى دارى اسأل نفسي "ترى من كان في استقبال ملك السموات والأرض عندما شاءت محبته أن يتفضل بافتقاد جبلته في مثل هذه الليلة مع انه أعلن عن مقدمه المبارك بمعلنات روحية التي حملها رسله أنبياء العهد القديم معلنات محكمة الحلقات تناولت كل ظروف وملابسات تجسده السامى لخلاص البشر؟ ترى أي مكان ملكي أعد لاستقبال الملك السماوي؟ ثم سألت نفسي والأرض تعيد الآن ذكرى هذا الميلاد المجيد، من الذي يحف من أهل الأرض لاستقباله بما يليق له؟ وأي مكان أعد بحق لتشريفه؟ وبينما أنا مسترسل في هذه التأملات إذ بالغريب يدنو منى ويقرع سمعى بمطلبه وكان بادى الضعف والعوز فاستمررت أقول لنفسي "ألم يأخذ المسيح له المجد بتجسده كل ما لنا ما عدا الخطية ليعطينا كل ما له حتى نتبرر نحن المؤمنين ببره ونحيا معه في مجده، وماذا كان لنا سوى العرى والفقر والطرد والمرض وموت النفس والجسد بسبب الخطية لذلك جاء الملك السماوي في موكب الانسحاق بالمسكنة والأوجاع والألم في طريق الموت وصعد في موكب الغلبة والانتصار والمجد ليعطينا بشركته فيه أن نجتاز معه طريق الألم وندوس به شوكة الخطية التي هي الموت لنملك معه إلى الأبد، وما ذكرى عيد مولده المجيد إلا ذكرى وضع قدمه في أول هذا الطريق ، طريق الألم والموت، وها هي نواقيس الكنائس تدوي داعية إلى الاشتراك في ميلاد الفادى بالاشتراك في الألم معه، من مولده إلى صعوده لأنه من لم يتألم معه لا يتمجد معه،

    فلنسلك في جدة الحياة بالروح وليس حسب روح العالم كغرباء في هذه الأرض طالبين المدينة الباقية أورشليم السمائية. وما كدت انتهى من تأملاتي إلى هذا الحد وكنت على مقربة من دارى حتى رأيت هذا الغريب يقف في طريقي ملتمسا له مأوى معي في دارى ففتحت له ذراعي وعانقته قائلا : مادمت انت غريب فأنت أخى لأنني غريب مثلك في هذه الأرض، وما دمت تطلب مأوى فليس لي مأوى إلا في السماء في شخص المسيح، وأنا في طريقي به إليها، فلن تفارقني منذ الساعة حتى نأوى به إليها سويا. ثم عانقته فرحا فشعرت بسلام يفوق العقل يملأني ورهبته تفوق تتملكني، إذ أضاء المكان من حولي وظهر لي المسيح في مجده فسقطت على وجهي فأقامني وباركني قائلا : " يا كاهني ،

    علم أولادي إلا يلتمسونى في بيت لحم بل يلتمسونى أولا في قلوبهم اللحمية، وقد أعطيتهم كل وسائط نعمة روحي القدوس وحررتهم بولادتهم الثانية من الخطية فليحفظوا إرادتهم المحررة هذه لاشتهاء وعمل وصاياي بقوة ومسرة ولا يعودون يسخرونها لشهوات الجسد والعالم، علمهم في الأحد القادم إلا يحبوا بالقول واللسان بل بالقلب والعمل لأنى محبة ورحمة وقل لهم لو كانت لهم في شركة حقيقية لما رفضوني الليلة انهم لم يقبلوني في ديارهم لأنهم لم يعطوني قلوبهم، اكشف لهم ما كشفت لك في هذه الليلة من أمري، ادعهم إلى إحياء ذكرى مولدي بتجديد ميلادهم الروحي بالتوبة عن حياة الجسد والعالم حتى لا يصير قلبهم بعد مزودا للأفكار الحيوانية والشهوات البهيمية، بل عرشا مقدسا لي بإطاعة روح قدسي الساكن فيهم وذلك بأعمال الرحمة والمحبة وبعملهم بجميع وصاياي حتى لا يأتى دم أحد منهم على رأسك ونعمتي تشملك". فسجدت له بروحي ممجدا ومباركا عظمة ومحبة الفادى مؤمنا أنه يعيننى بروح قدسه على تأدية هذه الرسالة إليكم بالعمل لا بالقول. له المجد إلى الأبد آمين


    من تأملاته : (توبة أهل نينوى ):

    اعلم يا بنى أن الخطيئة تثير دائما غضب العدالة الإلهية وتستنزل قصاصها العاجل بالخطاه ، ولكن الرحمة تجعل حكم العدالة بالقصاص مسبوقا بالإنذار والإمهال لكي بالتوبة ترتضى العدالة أن تنيب عنها الرحمة في عمل الخلاص، وبالتمادى ترتضى الرحمة أن تنزل العدالة صادم القصاص، فليذكر أهل الأرض أن فيه الرحمة والعدل تلاقيا، فمن دعاه احتضنته رحمته بجناحيها، ومن طغى سحقته عدالته تحت قدميها، وطوبى لمن لا يستهين بغنى لطف اللـه وطول أناته لكيلا يذخر لنفسه غضبا يوم الغضب.

    يا لها من مهلة طويلة تلك التي أعطيت لك يا نينوى، من منا يضمن لنفسه لا أربعين ساعة بل أربعين دقيقة قبل الوقوع في يدي عدالة اللـه المخيف، إذن يا ويلنا بما أضعناه من فرص التوبة فيما مضى من إمهال، ويا ويلنا بالأكثر إذا لم نلق بأنفسنا في أحضان التوبة في الحال.
    أنها حقا ساعة لنستيقظ إذا كنا لم نستيقظ حتى الآن.

    أعلن أحد البنوك أنه يوجد مبلغ ضخم من المال ودائع في البنك لا طالب لها، وأنه يرجو من أصحابها التقدم بما يثبت حقهم فيها لصرفها إليهم، نشر هذا الإعلان فلم يتقدم إلا نفر قليل اخذوا حقهم قبل سقوط هذا الحق، وأما الباقي فقد يكون البعض منهم قد ماتوا في فقر وهم لا يدرون بما هو مدخر لهم والبعض الآخر يكدون ويكدحون من أجل النذر القليل الذي لا يسد عوزهم وهم لا يدرون بما لهم من رصيد تحت أمرهم أو يعيشون في فقر مدقع وهم يجهلون ما هو مودع لهم، فما أعظم هذه الودائع المدخرة لنا في المسيح ، في روح المسيح فينا ، الروح القدس الذي نلناه بسرى المعمودية والميرون الذي أعطانا الحق في المطالبة بما هو مرصود لنا من كنوز النعمة ومواهب الروح القدس لنعيش في غنى روحي ونغنى آخرين، فماذا فعلنا بودائعنا، أننا بلا عذر في إهمالها، فلنتذكر يوم الحساب فانه قريب على الأبواب (مت 25 : 19).

    هل تعلم أيها المؤمن مدى ما تخسره انت والكنيسة والعالم كله والمسيح نفسه إذا أهملت حقك في الامتلاء من الروح القدس؟ حذار أن تكون مستبيحا بهذه البركات كعيسو فتضيع خلاصا هذا مقداره
    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو 2024 - 18:36