أراء بعض الفلاسفة الموحدين في نوع وحدانية الله، وفي الأقانيم
قال الإمام الغزالي في كتابه "الرد الجميل" المشار إليه في كتاب "تاريخ
الفلسفة في الإسلام" صفحة 196 : "يعتقد النصارى أن ذات الباري واحدة في
الجوهر، ولها اعتبارات. والحاصل من هذا التعبير الاصطلاحي أن الذات
الإلهية عندهم واحدة في الجوهر وإن تكن منعوتة بصفات الأقانيم".
وقال الشيخ أبو الخير الطيب في كتابه "أصول الدين" صفحة 153: "أقوال علماء
النصارى تشهد بتوحيدهم، لأنهم يقولون أن الباري تعالى جوهر واحد موصوف
بالكمال، وله ثلاث خواص ذاتية كشف المسيح النقاب عنها وهي: الآب والابن
والروح القدس. ويريدون بالجوهر هنا ما قام بنفسه مستغنياً عن الظروف".
هاتان الشهادتان عن الإيمان المسيحي قريبتان من الصحة. غير أنهما قالا عن
الأقانيم أنهم "اعتبارات" أو "صفات"وهذا نقلوه عن بعض فلاسفة المسيحيين
دون الرجوع إلى الكتاب المقدس.
وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني في كتابه "الطمس في القواعد
الخمس". "وإذا أمعنا النظر في قول النصارى أن الله جوهر واحد وثلاثة
أقانيم لا نجد بينهم وبيننا اختلافاً إلا في اللفظ فقط. فهم يقولون أنه
جوهر ولكن ليس كالجواهر المخلوقة ويريدون بذلك أنه قائم بذاته، والمعنى
صحيح ولكن العبارة فاسدة".
ولكن الواقع أنه لا فساد في العبارة، فقد شهد كثيرون من العلماء والفلاسفة
أنه يمكن إطلاق كلمة "جوهر" على الله. فقد قال مثلاً الإمام جعفر بن محمد
الأشعبي: "يتعين أن يكون الله جوهراً، أو جوهراً مع سلامة المعنى". وقد
جاءت كلمة "جوهر" مرة واحدة في الكتاب المقدس عن المسيح "الَّذِي، وَهُوَ
بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ" (عبرانيين 1: 3).
وجاء في كتاب العقائد النسفية صفحة 162 "لا مخالف في مسألة توحيد واجب
الوجود إلا الثنوية (أي الذين يعتقدون بإلهين: واحد للخير وآخر للشر) دون
النصارى" أي أن النصارى موحِّدون.
وقال ابن سينا "الله علم وعالم ومعلوم، وعقل وعاقل ومعقول، ومحبة ومحب
ومحبوب". وجاء في مجلة كلية الآداب الصادرة في مايو سنة 1934، وفي كتاب
نصوص الحكم للفيلسوف محيي الدين العربي (صفحات 133، 134، 225، 226) ما
يأتي "إن أول صورة تعينت فيها الذات الإلهية كانت ثلاثية، وذلك لأن
التعيين كان في صورة العلم حيث: العلم والعالم والمعلوم حقيقة واحدة. كما
أن أول حضرة إلهية ظهر فيها الله كانت ثلاثية لأنها حضرة الذات الإلهية
المتصفة بجميع الأسماء والصفات. فضلاً عن ذلك فإن عملية الخلق نفسها تقتضي
وجود الذات الإلهية، والإرادة، والقول: "كن". فالتثليث هو إذن المحور الذي
تدور حوله رحى الوجود وهو الشرط الأساسي في تحقيق الإيجاد. والخلق".
وقد أنشد الفيلسوف محيي الدين العربي في حب الله قائلاً:
"تثليث محبوبي وقد كان واحداً كما صير الأقنام بالذات أقنما"
ولا يقصد هذا الفيلسوف بهذا الشعر وبأقواله السابقة أن يؤيد العقيدة
المسيحية لأنه كان من المسلمين المتمسكيـن، ولكنه أراد أن يعلن أن الله
كان يظـهر دائما في ثالوث هـو "العلم والعالم والمعلوم ". أو "الذات
والإرادة والكلمة". ويقصد أن مجرد اتصاف الله بصفات وقيامه بأعمال دليل
على أنه تعالى ليس أقنوماً واحداً بل أقانيم.
وقال نفس هذا الفيلسوف "إن الله هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وعين
ما ظهر وعين ما بطن فالأمر حيرة في حيرة. واحد في كثرة، وكثرة مردها إلى
واحد ".
قال ابن الفارض "الحمد لله الذي تجلى بذاته، فأظهر حقائق أسمائه وصفاته، فجعلها أعيانا ثابتة وحقائق عينية".
وقال الشيخ البيجوري "الحاصل أن الوحدانية الشاملة هي وحدانية الذات، ووحدانية الصفات، ووحدانية الأفعال".
وقال صاحب التحقيق "أرى الكثرة في الواحد. وإن اختلفت حقائقها وكثرت فإنها عين واحدة. فهذه كثرة معقولة في واحد العين"
وقال الإمام الغزالي "من ذهب إلى أن الله لا يعقل نفسه إنما خاف من لزوم
الكثرة". ثم قال "إن كان عقل الله ذاته فيرجع الكل إلى ذاته فلا كثرة إذن.
وإن كانت هذه كثرة فهي موجودة في الأول"(أي أنها أصلية في الله أزلاً).
وقال الأستاذ عباس محمود العقاد في شرحه لاعتقاد المسيحييـن فـي ذات الله
(كتاب الله صفحة 171) "إن الأقانيم جوهر واحد. وإن "الكلمة " و"الآب" وجود
واحد، وإنك حين تقول "الآب" لا تدل عن ذات منفصلة عن "الابن" لأنه لا
انفصال ولا تركيب في الذات الإلهية".
قال الإمام الغزالي في كتابه "الرد الجميل" المشار إليه في كتاب "تاريخ
الفلسفة في الإسلام" صفحة 196 : "يعتقد النصارى أن ذات الباري واحدة في
الجوهر، ولها اعتبارات. والحاصل من هذا التعبير الاصطلاحي أن الذات
الإلهية عندهم واحدة في الجوهر وإن تكن منعوتة بصفات الأقانيم".
وقال الشيخ أبو الخير الطيب في كتابه "أصول الدين" صفحة 153: "أقوال علماء
النصارى تشهد بتوحيدهم، لأنهم يقولون أن الباري تعالى جوهر واحد موصوف
بالكمال، وله ثلاث خواص ذاتية كشف المسيح النقاب عنها وهي: الآب والابن
والروح القدس. ويريدون بالجوهر هنا ما قام بنفسه مستغنياً عن الظروف".
هاتان الشهادتان عن الإيمان المسيحي قريبتان من الصحة. غير أنهما قالا عن
الأقانيم أنهم "اعتبارات" أو "صفات"وهذا نقلوه عن بعض فلاسفة المسيحيين
دون الرجوع إلى الكتاب المقدس.
وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني في كتابه "الطمس في القواعد
الخمس". "وإذا أمعنا النظر في قول النصارى أن الله جوهر واحد وثلاثة
أقانيم لا نجد بينهم وبيننا اختلافاً إلا في اللفظ فقط. فهم يقولون أنه
جوهر ولكن ليس كالجواهر المخلوقة ويريدون بذلك أنه قائم بذاته، والمعنى
صحيح ولكن العبارة فاسدة".
ولكن الواقع أنه لا فساد في العبارة، فقد شهد كثيرون من العلماء والفلاسفة
أنه يمكن إطلاق كلمة "جوهر" على الله. فقد قال مثلاً الإمام جعفر بن محمد
الأشعبي: "يتعين أن يكون الله جوهراً، أو جوهراً مع سلامة المعنى". وقد
جاءت كلمة "جوهر" مرة واحدة في الكتاب المقدس عن المسيح "الَّذِي، وَهُوَ
بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ" (عبرانيين 1: 3).
وجاء في كتاب العقائد النسفية صفحة 162 "لا مخالف في مسألة توحيد واجب
الوجود إلا الثنوية (أي الذين يعتقدون بإلهين: واحد للخير وآخر للشر) دون
النصارى" أي أن النصارى موحِّدون.
وقال ابن سينا "الله علم وعالم ومعلوم، وعقل وعاقل ومعقول، ومحبة ومحب
ومحبوب". وجاء في مجلة كلية الآداب الصادرة في مايو سنة 1934، وفي كتاب
نصوص الحكم للفيلسوف محيي الدين العربي (صفحات 133، 134، 225، 226) ما
يأتي "إن أول صورة تعينت فيها الذات الإلهية كانت ثلاثية، وذلك لأن
التعيين كان في صورة العلم حيث: العلم والعالم والمعلوم حقيقة واحدة. كما
أن أول حضرة إلهية ظهر فيها الله كانت ثلاثية لأنها حضرة الذات الإلهية
المتصفة بجميع الأسماء والصفات. فضلاً عن ذلك فإن عملية الخلق نفسها تقتضي
وجود الذات الإلهية، والإرادة، والقول: "كن". فالتثليث هو إذن المحور الذي
تدور حوله رحى الوجود وهو الشرط الأساسي في تحقيق الإيجاد. والخلق".
وقد أنشد الفيلسوف محيي الدين العربي في حب الله قائلاً:
"تثليث محبوبي وقد كان واحداً كما صير الأقنام بالذات أقنما"
ولا يقصد هذا الفيلسوف بهذا الشعر وبأقواله السابقة أن يؤيد العقيدة
المسيحية لأنه كان من المسلمين المتمسكيـن، ولكنه أراد أن يعلن أن الله
كان يظـهر دائما في ثالوث هـو "العلم والعالم والمعلوم ". أو "الذات
والإرادة والكلمة". ويقصد أن مجرد اتصاف الله بصفات وقيامه بأعمال دليل
على أنه تعالى ليس أقنوماً واحداً بل أقانيم.
وقال نفس هذا الفيلسوف "إن الله هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وعين
ما ظهر وعين ما بطن فالأمر حيرة في حيرة. واحد في كثرة، وكثرة مردها إلى
واحد ".
قال ابن الفارض "الحمد لله الذي تجلى بذاته، فأظهر حقائق أسمائه وصفاته، فجعلها أعيانا ثابتة وحقائق عينية".
وقال الشيخ البيجوري "الحاصل أن الوحدانية الشاملة هي وحدانية الذات، ووحدانية الصفات، ووحدانية الأفعال".
وقال صاحب التحقيق "أرى الكثرة في الواحد. وإن اختلفت حقائقها وكثرت فإنها عين واحدة. فهذه كثرة معقولة في واحد العين"
وقال الإمام الغزالي "من ذهب إلى أن الله لا يعقل نفسه إنما خاف من لزوم
الكثرة". ثم قال "إن كان عقل الله ذاته فيرجع الكل إلى ذاته فلا كثرة إذن.
وإن كانت هذه كثرة فهي موجودة في الأول"(أي أنها أصلية في الله أزلاً).
وقال الأستاذ عباس محمود العقاد في شرحه لاعتقاد المسيحييـن فـي ذات الله
(كتاب الله صفحة 171) "إن الأقانيم جوهر واحد. وإن "الكلمة " و"الآب" وجود
واحد، وإنك حين تقول "الآب" لا تدل عن ذات منفصلة عن "الابن" لأنه لا
انفصال ولا تركيب في الذات الإلهية".