نحن بعيدين !!وتوجد الكثير من المعطلات لكن الانسان الذى يشمله الرجاء
دائما يقول لاتشمتى بى ياعدوتى فانى ان سقطت اقوم
يقول الكتاب ان الصديق يقع سبع مرات ويقوم وتقول تفاسير الاباء ان رقم سبعه حينما يذكر ف الكتاب المقدس يوحى بالكمال فى كل شئى اى انه حتى اذا كان السقوط سبعهx سبعين مره فالرب يغفر اذا كانت توبه صادقه مشموله بالرجاء نابعه من قلب صادق ونادم على السقوط ولكن لا تكون كما لقوم عاده ونعتاد السقوط
لان كثيرين يكون السقوط والتوبه منهج فى حياتهم اعتمادا على محبة ربنا وايمانا منا بان الرجاء يبنى وانه الطريق الايجابى للخلاص
ولكنى اعتب على نفسى اولا وعلى كثيرين .. حقا ان الرجاء جميل ولكن
لا نضع فى اذهاننا السقوط .. حتما سياتى رغما عنا ولكن ان اتى عمدا ونعرف اننا بعده سنقدم توبه !! فليس هذا ايماننا
اننا بهذا نخدع الله الذى عيناه تخترقان استار الظلام ونكون قد وقعنا فى خطيئه اخرى
صديقى ان التوبه هى عمل مستمر وهى رجعه حاسمه عن الخطيه يعقبها قداسة السيره بدون سقطات ؟؟ هذا مانعتقده ونحن نقدم توبه واعتراف صادق .. ولكن اذا اتى السقوط مره اخرى !!
ان الرجوع للخطيه بعد الاعتراف معناه ان توبتى لم تكن حقيقيه وهى غير مقبوله ؟ لا من قال ذلك ؟
ان ارتباطى بالمسيح يستلزم قداسة السيره .. وهذه القداسه تحتاج مجهود عنيف واستمراريه فى عدم الخطاء
... بما اننى _ عمليا _ لا استطيع الا اخطئى وليس لدى القدره على السلوك فى نسكيات عنيفه .. لذلك فاما ان
أ _ اعيش بقلبين احدهما يليق بالكنيسه ويكون لى صورة التقوى فيها دون قوتها .. والاخر يليق بحياتى الخاصه وبالعالم واوافقه على كل انحرافاته ؟؟هذا هوا تفكيرنا !! فهل هذا يليق ؟
ب _او انه لا فائده ولنترك الكنيسه لمن يستطيع اما انا " فلناكل ونشرب لاننا غدا نموت "
لا اعتقد ان هذا الكلام يوافق
كما قال الكتاب كل الاشباء تحل لى ولكن ليست كل الاشياء توافق
مفهوم التوبه كما صاغته نصوص الليتورجيا ( القداس ) هوا كالتالى وما اجمل واروع كتابات القداسات والاباء الاولين لانها صلوات مقدمه للرب تصعد ذبيحة حب مقدسه يتنسمها الرب رائحة سرور ورضا عن الانسان الذى احبه ويقول عنه ان لذتى فى بنى ادم
فالقداس الالهى مرجع جميل للتوبه .. لنبحر معا فى اعماق انهار القداس الالهى اذا ان القداس _ فى الحقيقه _ يحوى منهج توبه متكاملا يفكر ارثوذكسى ابائى اصيل .. لاول وهله سنلاحظ ان ..
ا_التوبه هى عمل مستمر ومتكرر ومدى الحياه ..
يبدا الكاهن القداس بصلاه سريه يرددها اثناء فرش وتجهيز المذبح فيقول " ايها الرب العارف قلب كل احد , القدوس المستريح فى قديسيه . الذى بلا خطيه وحده القادر على مغفرة الخطايا . انت ياسيد تعلم اننى غير مستحق لهذه الخدمه المقدسه التى لك ، وليس لى وجه ان اقترب وافتح فمى امام مجدك المقدس بل ككثرة رافتك اغفر لى انا الخاطئى وامنحنى ان اجد نعمه ورحمه فى هذه الساعه وارسل لى قوة من العلاء ...
تامل كيف تنضح هذه الصلاه بالتوبه والانسحاق والشعور بالخزى بسبب كثرة الخطايا .. ومن الذى يقدمها ؟ انه الكاهن المحسوب
فى ضمير الكنيسه انه شفيع فى المذنبين امام الله ..
ثم يستمر الكاهن فى تقديم توبه عميقه منسحقه طوال القداس حتى يختمه بهذه الصلوه قبل التناول ..
لا تدخلنا فى تجربه ولا يتسلط علينا كل اثم .. لكن نجنا من الاعمال غير النافعه .. وافكارها .. وحركاتها ومناظرها وملامستها والمجرب ابطله واطرده عنا وانتهر ايضا حركاته المغروسه فينا واقطع عنا الاسباب التى تسوقنا الى الخطيه ونجنا بقوتك المقدسه ..
انك تستطيع ان تلمس روح التوبه المتغلغله ليست فى هذه الصلوه فقط بل فى كل صلوات القداس الالهى , وكان القداس قد وضع فقط للتائبين .. اريد ان اوضح هنا ان !!
ا _استمرار صلوات التوبه طوال القداس انما يشير الى ضرورة استمرارية التوبه فى حياتنا
2 _ان يبداء القداس وينتهى معناه ان التوبه هى عمل يستمر مدى الحياه منذ ان ادرك ذاتى وحتى الانتقال الى السماء .
3 _تكرار القداس يوميا بنفس النمط ونفس الصلوات يدل على ان التوبه _فى ضمير الكنيسه _ هى عمل متكرر يوميا . فلو كانت التوبه هى مجرد مرحله يعقبها قداسه بدون سقطات , لصار فى الكنيسه نوعان من القدسات احدهما للمبتدئين التائبين ويكون مليئا بعبارات التوبه والانسحاق والاخر للمتقدمين القديسين (الذين لا يخطئون )ويكون مليئا بالحب والتسبيح والفرح ولا مجال فيه للتوبه والانسحاق .
اننا نتطلع احيانا الى يوم نتحرر فيه تماما من الضعفات والسقطات ونعيش القداسه فى ملئها وبهجتها وعندما يتاخر هذا اليوم نصاب بالاحباط والياس والفشل ..غير عالمين انه سياتى ولكن فى الدهر الاتى .. اما فى هذا الدهر فاننا فى زمان التوبه والنمو لذلك فالكنيسه الملهمه رتبت لنا توبه فى كل يوم حاسبه فى ضميرها اننا ضعفاء ساقطون لانه (ليس عبدا بلا خطيه ولا سيد بلا غفران )مرد انجيل الصوم الكبير
ليست الكنيسه مكانا للقديسين فقط ولكنها مستشفى للتائبين ايضا .
اننا ندخلها خطاه فى كل يوم فتبررنا يدم المسيح الذى تستجلبه لنا بالتوبه والاعتراف..وصلاة التحليل
لاحظ هذا الحوار الذى يدور بين الكاهن والشماس والشعب فى نهاية كل صلاه طقسيه
(خاصة القداس )
يقول الشماس .. احنوا رؤوسكم للرب (وهى دعوه للتوبه والاعتراف السرى امام المسيح فى حضور الكنيسه كلها )
يرد الشعب .. امامك يارب اى هانحن امامك منحنيين معترفين بذنوبنا واثامنا وميولنا الرديئه
يقول الشماس ..ننصت يخوف الله (مشيرا الى قرار خطير سيصدر يعد قلبل يجب ان ننصت لنسمع بمخافة )
يقول الكاهن .. السلام للكل (ان هذا القرار الخطير سيحمل سلاما للكنيسه كلها )
يرد الشعب .. ولروحك ايضا .
ثم فى هدوء وصمت عميق يحنى كل مصلى راسه ويقرع صدره ويعترف امام الله بخطاياه .. والكاهن كذلك يتوب عن نفسه وعن الشعب ثم يقرا عليهم التحليل .
لاحظ ان ..
توبه + اعتراف + تحليل = غفران
وهذا يدفع الشماس لان يصرخ (خلصت حقا ومع روحك ايضا ) شاهدا للكاهن وللشعب ان خلاصنا قد حضر بسبب الغفران .. فيفرح الشعب ويتهلل ويصرخ بنغم الفرح قائلا ..
امبن كيرياليصون كيرياليصون كيرياليصون
وفى القداس خاصة يكمل الكاهن الحوار قائلا ..
القدسات للقديسين (اى هذا الجسد والدم ياخذهما فقط القديسون التائبون الان ) فتصرخ الكنيسه بانكسار ووداعه ..
واحد هوا الاب القدوس , واحد هوا الابن القدوس , واحد هوا الروح القدس ( معترفه بذلك ان واحدا قدوس هوا الله وان كل قداسه فينا هى مجرد انعكاسات لقداسته فى وجوهنا ).. وعلى هذا الرجاء وبهذه الثقه نتقدم للتناول من الاسرار المحييه .. ونخرج من الكنيسه مبررين بدم المسيح .. ولكن غير معصومين من الخطا .. لذلك فنحن مدعويين للعوده الى الكنيسه مرارا وتكرارا .. ندخل خطاه ونخرج متبررين .. وبتكرار التوبه والعوده للمسيح تضمحل الخطيه من اعضائنا ويزداد الاشتياق للمسيح وطهارته..
ولكنناا سنظل خطاه وسيظل الرب يسوع (الذى بلا خطيه وحده القادر على مغفرة الخطايا ) مهما ترقينا فى الفضيله والحب والالتصاق يالمسيح فنحن " تراب ورماد "
لكن بينما انا خاطئى متعثر فى خطواتى وميولى الرديئه تدفعنى للسقوط اجد الكنيسه تدعونى قديسا ..
القدسات للقديسين , لان "احباء الله مدعوين قديسين (رؤ 1:7 )
للحديث بقيه
ليكن الرب مع جميعنا