بقلم قداسة البابا شنودهالثالث
الصوم يا إخوتي ليس هو مُجرَّد جوع للجسد،بل هو غذاء للروح.
الصوم فترة ترتفع فيها الروح،وتجذب الجسد معها.
تُخلِّصه من أثقاله،وتجذبه معها إلى فوق،لكي يعمل معها عمل الرب بلاعائق.
والجسد الروحي يكون سعيداًبهذا ... الصوم هو تعبير الجسد عن زهده فيالمادة والماديات، واشتياقهإلى الحياة مع اللَّه.
وذلك باشتراكه مع الروحفي عملها.
?? الصوم ليس مُجرَّد فضيلة للجسد بعيدة عن الروح.
فكل عمل لاتشترك فيهالروح لا يُعتبر فضيلة على الإطلاق.
إن عمل الجسد فيالصوم هو تمهيد لعملالروح، أو هو تعبير عن مشاعر الروح.
إن الصوم هو روحزاهدة، تشرك الجسدمعها في الزهد. وبهذا لا يكون الصوم هو الجسد الجائع بل الجسدالزاهد.
ليس هو حالة الجسد الذي يجوع ويشتهي أن يأكل،بل الجسد الذي يتخلَّصمنشهوة الأكل ولو لفترة مُعيَّنة.
?? لذلك فإن الصوم لابد أن تصحبه بعضالفضائل، لكي يكون صوماً روحياً.
وأوَّل فضيلة ترتبط بالصوم هو ضبطالنفس.
وكما يضبط الصائم نفسه من جهة شهوةالطعام، كذلك يضبط نفسه عن كل فكرخاطئوكل كلمة رديئة، وكل رغبة بطالة.
ثم بعد ذلك يقوي فيه ضبط النفسحتى يصبح منهج حياة. ليس في أيام الصومفقط إنما في أيام الفطر أيضاً.
?? والصوم أيضاً تصحبه التوبة. فيحاول الصائم أن يتخلَّص من كل خطيئةتتعبهوتُعكِّر صفو قلبه وعلاقته مع اللَّه.
وبدون التوبة يرفض اللَّه الصومولا يقبله.
فاللَّهيُريد القلب النقي أكثر مِمَّا يُريد الجسد الجائع.
والتوبة موضوع طويل ينبغيفي صومنا أن نحرص على جميع ما تتطلبه التوبة منمشاعر ومن تغيير الحياة إلى أفضل.
كذلك يرتبط الصوم بأعمال الرحمةوالصدقة.
فالذي يشعر في الصوم بألمالجوع يشفق بلا شك على الجياع.
ولاتكون مُجرَّد شفقته مقتصرة على المشاعروإنما تمتد إلى العطاء بقدر ما تستطيع.
ولذلك ما أكثر موائد إطعامالفقراء في فترات الصوم.
وإذا ما تمَّ التدربعلى هذه الفضيلة تمتد أيضاًفي غير ايام الصوم وتصبح فضيلة إطعام الفقراء مستمرةعلى طول الأيام.
?? ولما كان الصوم فترة روحية مميزة،لذلك تصحبه الصلاةوالعبادة، فيكونفترة للقراءات الروحية والتأمُّلات الروحية والصلة باللَّه. أمَّا الصوم بدن صلاةوتأمُّل، فيكون مُجرَّد عمل جسداني بعيد عن الروح.. بلالصوم أيضاً فرصةللصلاة. لأنَّ صلاة واحدة تصليها وأنت صائم هى أعمق من صلواتعديدة يكون فيهاالجسد ممتلئاً بالطعام.
وليس الصوم فقط فترةغذاء روحي،إنما هو بالأكثر فترة تخزين للروحيات، أيفترة طاقة روحية غيرعادية تسند الإنسان في أيام الإفطار أو أيام الفتورالروحي. والذي يكون أميناًلروحياته في فترة الصوم تنفعه هذه الأمانة فيوقت المحاربات الروحية أو إغراءاتالخطية.
?? والصوم يكون فترة للتداريب الروحية العديدة،وتختلف هذه التداريبمنشخص إلى آخر حسب احتياج كل إنسان.
فقد يتدرَّب شخص ما على ترك عادةمُعيَّنة.
مثل مدمن التدخين مثلاً الذي يتدرَّب في الصوم على ترك تدخينه. أو قديتدرب إنسان على ترك بعض أخطاء اللسان والغضب،أو أيَّة نقطة ضعففيه.
?? ومن التداريب النافعة التي يحرص عليها البعض في صومهم،هى التداريبالخاصة بمقاومة الوقت الضائع: الضائع في الكلامالزائد،وفي المناقشاتالتي لا تفيد، وفي بعض الترفيهات التي يمكن الاستغناءعنها.
مع التدرب علىالاستفادة بهذا الوقت فيما يبني الشخصية وينفعها.
وكل إنسان يعرف أينيضيع وقته وهو جزء من حياته من الخسارة أن يضيع.
?? ومن التداريب النافعة أثناء الصوم،تلك التداريب الخاصة بحسن العلاقاتمعالآخرين. كأن تدرب نفسك أثناء صومك علىمصالحة مَن انقطعت صلتكبهم،لغير ما سبب جوهري يدعو إلى ذلك.
كذلك التدريب علىمساعدة الغير أو حلمشاكل البعض، أو إسعاد أي إنسان بطريقة ما.
وبهذا تكونفترة الصوم بركةلك وللآخرين أيضاً. وعلى الأقل لا تسمح لنفسكبأن تكون فترةالصوم أيامخصومة لك مع الآخرين. فأنت إن لم تستطع أن تنفع غيرك،فعلى الأقللا تؤذ أحداً.
?? ما أجمل في فترة الصوم أن يعتكف أحدالكُتَّابليؤلِّف كتاباً يشتهي الناسقراءته.
أو أن أحد الكبار يعتكفليكتب مذكَّراته وينشرها ..
. وبالمثل أيَّةفرصة خلال الصوم لإنتاج فكري أوفني أو علمي.
?? ما أكثر المنافع التي يمكن أن يستفيد بها الناسفي فترةالصوم إنأرادوا ذلك. ومن أجل هذا سمح اللَّه أن يوجد الصومفي جميعالأديانوفي جميعالبلاد وفي كل العصور، لقصد إلهي يراه.
فلوأن كل شخص في فترة الصوم ركَّز على فضيلة واحدةيقتنيها، لأصبح الصومذانفع للصائم من جهة وللمجتمع كله ... وأنه لكذلك.
?? من أجل هذا عليك أيها القارئالعزيز أن تجلس إلى نفسك،وتذكر كم منالأصوام مرَّت عليك،وما الذيانتفعت به روحياً من تلك كل الأصوامإن كنت لمتنتفع فاعرف أنك قد سلكت فيالصوم بطريقة خاطئةأو بطريقة جسدانية بحتةلم تشترك فيها روحك.
أو أنكأخذت من الصوم مظهره الخارجيدون أن تدخلإلى جوهره وتعرف الهدف منه كوصيةإلهية!
?? إننا من أعماق قلوبنا نشكر اللَّه ـ تبارك اسمه ـالذي منحنا فضيلةالصوم،وأعطانا هذه الوصية التي ترقى بها أجسادنا وأرواحنا .
. هو أيضاًفلنسألهأن يمنحنا القوة والحكمة لكي نصومكما ينبغي صوماً مقبولاً عنداللَّه ونافعاًلنا نحن البشر
الصوم يا إخوتي ليس هو مُجرَّد جوع للجسد،بل هو غذاء للروح.
الصوم فترة ترتفع فيها الروح،وتجذب الجسد معها.
تُخلِّصه من أثقاله،وتجذبه معها إلى فوق،لكي يعمل معها عمل الرب بلاعائق.
والجسد الروحي يكون سعيداًبهذا ... الصوم هو تعبير الجسد عن زهده فيالمادة والماديات، واشتياقهإلى الحياة مع اللَّه.
وذلك باشتراكه مع الروحفي عملها.
?? الصوم ليس مُجرَّد فضيلة للجسد بعيدة عن الروح.
فكل عمل لاتشترك فيهالروح لا يُعتبر فضيلة على الإطلاق.
إن عمل الجسد فيالصوم هو تمهيد لعملالروح، أو هو تعبير عن مشاعر الروح.
إن الصوم هو روحزاهدة، تشرك الجسدمعها في الزهد. وبهذا لا يكون الصوم هو الجسد الجائع بل الجسدالزاهد.
ليس هو حالة الجسد الذي يجوع ويشتهي أن يأكل،بل الجسد الذي يتخلَّصمنشهوة الأكل ولو لفترة مُعيَّنة.
?? لذلك فإن الصوم لابد أن تصحبه بعضالفضائل، لكي يكون صوماً روحياً.
وأوَّل فضيلة ترتبط بالصوم هو ضبطالنفس.
وكما يضبط الصائم نفسه من جهة شهوةالطعام، كذلك يضبط نفسه عن كل فكرخاطئوكل كلمة رديئة، وكل رغبة بطالة.
ثم بعد ذلك يقوي فيه ضبط النفسحتى يصبح منهج حياة. ليس في أيام الصومفقط إنما في أيام الفطر أيضاً.
?? والصوم أيضاً تصحبه التوبة. فيحاول الصائم أن يتخلَّص من كل خطيئةتتعبهوتُعكِّر صفو قلبه وعلاقته مع اللَّه.
وبدون التوبة يرفض اللَّه الصومولا يقبله.
فاللَّهيُريد القلب النقي أكثر مِمَّا يُريد الجسد الجائع.
والتوبة موضوع طويل ينبغيفي صومنا أن نحرص على جميع ما تتطلبه التوبة منمشاعر ومن تغيير الحياة إلى أفضل.
كذلك يرتبط الصوم بأعمال الرحمةوالصدقة.
فالذي يشعر في الصوم بألمالجوع يشفق بلا شك على الجياع.
ولاتكون مُجرَّد شفقته مقتصرة على المشاعروإنما تمتد إلى العطاء بقدر ما تستطيع.
ولذلك ما أكثر موائد إطعامالفقراء في فترات الصوم.
وإذا ما تمَّ التدربعلى هذه الفضيلة تمتد أيضاًفي غير ايام الصوم وتصبح فضيلة إطعام الفقراء مستمرةعلى طول الأيام.
?? ولما كان الصوم فترة روحية مميزة،لذلك تصحبه الصلاةوالعبادة، فيكونفترة للقراءات الروحية والتأمُّلات الروحية والصلة باللَّه. أمَّا الصوم بدن صلاةوتأمُّل، فيكون مُجرَّد عمل جسداني بعيد عن الروح.. بلالصوم أيضاً فرصةللصلاة. لأنَّ صلاة واحدة تصليها وأنت صائم هى أعمق من صلواتعديدة يكون فيهاالجسد ممتلئاً بالطعام.
وليس الصوم فقط فترةغذاء روحي،إنما هو بالأكثر فترة تخزين للروحيات، أيفترة طاقة روحية غيرعادية تسند الإنسان في أيام الإفطار أو أيام الفتورالروحي. والذي يكون أميناًلروحياته في فترة الصوم تنفعه هذه الأمانة فيوقت المحاربات الروحية أو إغراءاتالخطية.
?? والصوم يكون فترة للتداريب الروحية العديدة،وتختلف هذه التداريبمنشخص إلى آخر حسب احتياج كل إنسان.
فقد يتدرَّب شخص ما على ترك عادةمُعيَّنة.
مثل مدمن التدخين مثلاً الذي يتدرَّب في الصوم على ترك تدخينه. أو قديتدرب إنسان على ترك بعض أخطاء اللسان والغضب،أو أيَّة نقطة ضعففيه.
?? ومن التداريب النافعة التي يحرص عليها البعض في صومهم،هى التداريبالخاصة بمقاومة الوقت الضائع: الضائع في الكلامالزائد،وفي المناقشاتالتي لا تفيد، وفي بعض الترفيهات التي يمكن الاستغناءعنها.
مع التدرب علىالاستفادة بهذا الوقت فيما يبني الشخصية وينفعها.
وكل إنسان يعرف أينيضيع وقته وهو جزء من حياته من الخسارة أن يضيع.
?? ومن التداريب النافعة أثناء الصوم،تلك التداريب الخاصة بحسن العلاقاتمعالآخرين. كأن تدرب نفسك أثناء صومك علىمصالحة مَن انقطعت صلتكبهم،لغير ما سبب جوهري يدعو إلى ذلك.
كذلك التدريب علىمساعدة الغير أو حلمشاكل البعض، أو إسعاد أي إنسان بطريقة ما.
وبهذا تكونفترة الصوم بركةلك وللآخرين أيضاً. وعلى الأقل لا تسمح لنفسكبأن تكون فترةالصوم أيامخصومة لك مع الآخرين. فأنت إن لم تستطع أن تنفع غيرك،فعلى الأقللا تؤذ أحداً.
?? ما أجمل في فترة الصوم أن يعتكف أحدالكُتَّابليؤلِّف كتاباً يشتهي الناسقراءته.
أو أن أحد الكبار يعتكفليكتب مذكَّراته وينشرها ..
. وبالمثل أيَّةفرصة خلال الصوم لإنتاج فكري أوفني أو علمي.
?? ما أكثر المنافع التي يمكن أن يستفيد بها الناسفي فترةالصوم إنأرادوا ذلك. ومن أجل هذا سمح اللَّه أن يوجد الصومفي جميعالأديانوفي جميعالبلاد وفي كل العصور، لقصد إلهي يراه.
فلوأن كل شخص في فترة الصوم ركَّز على فضيلة واحدةيقتنيها، لأصبح الصومذانفع للصائم من جهة وللمجتمع كله ... وأنه لكذلك.
?? من أجل هذا عليك أيها القارئالعزيز أن تجلس إلى نفسك،وتذكر كم منالأصوام مرَّت عليك،وما الذيانتفعت به روحياً من تلك كل الأصوامإن كنت لمتنتفع فاعرف أنك قد سلكت فيالصوم بطريقة خاطئةأو بطريقة جسدانية بحتةلم تشترك فيها روحك.
أو أنكأخذت من الصوم مظهره الخارجيدون أن تدخلإلى جوهره وتعرف الهدف منه كوصيةإلهية!
?? إننا من أعماق قلوبنا نشكر اللَّه ـ تبارك اسمه ـالذي منحنا فضيلةالصوم،وأعطانا هذه الوصية التي ترقى بها أجسادنا وأرواحنا .
. هو أيضاًفلنسألهأن يمنحنا القوة والحكمة لكي نصومكما ينبغي صوماً مقبولاً عنداللَّه ونافعاًلنا نحن البشر