**موقد العطاء**
أفديـــك عمرا ما عشقت وجـــوده
إلا لأنك نور عمـــري في غــدي
وشربت كأسا من حنانك مـــــترعا
أحسست أن الكون يســجد في يدي
سافرت في كل البـــلاد فلـم أجـــد
وطنا سوى عينــيك طيب المـــرقد
كل الطيور تراقصت في فرحــــة
لما ضممت بزهرك الغصن الندي
قد كنــت ألبس ثوب عزك فاخــرا
واليوم من فيــض المدامــع أرتدي
ما كنــت أحســبه فراقــا دائمــــــا
حتى رأيــت النار تهجــر موقــدي
فمشيت لا أدري الطـريق ولا أرى
إلا الظـــلام بكـــل درب يقـــــتدي
العمر أضــحى بعد صوتك مقــفرا
حاطـــته كل مواجــعي وتنـــهدي
أسدلت بعدكم الــستار على الهوى
وهجــــرت حبـــا عابرا لم يخـــلد
الحــــــب أنتم والهوى في مهجتي
والعــشق مذ جاءت قوافل مـولدي
سأظـــل عبــدا في هواكـــم طائعا
ويظــــل في دنيا المحــبة معــبدي
وإذا دنــــت مني المنــية صفقــت
كل الجــــوانح لاقـــتراب المـوعد