منتديات ابن الراعى

ألايمان العملى Urlhtt10


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ابن الراعى

ألايمان العملى Urlhtt10

منتديات ابن الراعى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    ألايمان العملى

    DoNa AvA KeRoLoS
    DoNa AvA KeRoLoS
    مسيحيه وافتخر واللى مش عاجبه ينتحر
    مسيحيه وافتخر واللى مش عاجبه ينتحر


    عدد المساهمات : 47
    نقاط : 50200
    تاريخ التسجيل : 04/03/2011
    الموقع : https://ebn-alraee.all-up.com

    جديد ألايمان العملى

    مُساهمة من طرف DoNa AvA KeRoLoS الثلاثاء 15 مارس 2011 - 12:15

    الإيمان العملي

    كيف يُختبر؟ وماذا يُضعفه؟

    قداسة البابا شنوده الثالث


    إن الإيمان النظري هو مجرد إيمان العقل بوجود اللَّه وبصفاته، وبوجود الملائكة والأرواح، وبوجود الأبدية والعالم الآخر ... ولكننا في هذا المقال سوف لا نتكلَّم عن هذه الأمور إنما نتكلَّم عن الإيمان العملي الذى تظهر علاماته في الحياة العملية وبسلوكياتها.

    وفي هذا الأمر توجد درجات من الإيمان: فهناك إيمان قوي، وإيمان آخر ضعيف. كما يوجد إيمان شامل يشمل كل تصرفات الحياة، وإيمان محدود. إيمان دائم، وإيمان يهتز أحياناً ويرتبك أو يضعف.

    ?? ولعلَّ أهم ما يضعف الإنسان عن الإيمان باللَّه هو الذات. حينما تحاول الذات أن ترفض اللَّه لأنه ضد رغباتها الخاطئة، وضد حريتها الخاصة في أن تفعل كل ما تريد حتى الأمور التي لا يوافق اللَّه عليها. ومثال ذلك الوجوديون الملحدون الذين صار شعارهم هو: " من الخير أن اللَّه لا يوجد، لكي أُوجد أنا "، والمقصود الوجود بكامل حريتهم دون عائق من وصايا اللَّه. وهم هنا لا يفهمون معنى الحرية، بل يتصورونها ألواناً من التَّسيُّب.

    فهل أنت يا أخي القارئ يتعطَّل إيمانك بسبب ذاتك؟ بسبب رغباتك وغرائزك وأفكارك وشهواتك؟ هل هناك تعارض بين محبتك للَّه ومحبتك لذاتك؟! إن كان كذلك فعليك أن تُدرِّب نفسك على فضيلة إنكار الذات. نعم لأن كثيرين ذاتهم هى صنمهم الذي يتعبَّدون له. فيمنعهم عن حياة الإيمان العملية محبة الذات، والاعتداد بالذات، والرغبة في تكبير الذات وتضخيم الذات، وتحقيق شهوات الذات، والهروب من كل مَن يكشف هذه الذات أو يُظهِر مساوئها. وهكذا يريدون أن تحيا ذاتهم في جو من التدليل والمجاملة.

    ?? كذلك يضعف الإيمان سيطرة الحواس، وسيطرة العقل. فالعقل له حدود لا يتعدَّاها. أمَّا الإيمان فهو مستوى أعلى من العقل. ولكن هناك أشخاصاً يريدون أن تعي عقولهم اللا محدود، والمعجزات، وما هو فوق إدراكهم، وإلاَّ فإنهم يرفضون كل هذا! وكذلك الحواس لها حدودها. فمن الصعب عليها أن تدرك ما لا يُرى كالأرواح والملائكة. ومن أمثلة هؤلاء مَن يريدون إخضاع الوحي والمعجزة للبحث العلمي، أو لمُجرَّد التفسير الرمزي. وبهذا ينكرون كثيراً من المعجزات، ويدخلونها في علم الأساطير Mythology.

    ?? ومِمَّا يضعف الإيمان أيضاً: معاشرة الشكَّاكين، أو قراءة أفكارهم من بعض الكتب أو المقالات. فإن تلك الأفكار تغرس الشك في العقول والقلوب إن كانت بمداومة أو من النوع العميق التأثير. أو إن كان المستوى الخاضع للشكوك أقل في المعرفة أو في المستوى العقلي، أو كان غير عميقاً في الإيمان.

    ولهذا مِمَّا يُضعف الإيمان أيضاً: الإنقياد وضعف الشخصية، الذي لا يستطيع أن يصمد أمام الشكوك أو أمام الشائعات أو كلام غير المؤمنين. فيهتز من الداخل بسبب التأثير الخارجي الضاغط والإنقياد إليه. لأن الشخصية أضعف من أن تصمد.

    وقد يضعف إيمان البعض وينقادون وراء مَن يدَّعي الرؤى والأحلام، كما لو كانت حقيقة ينخدعون بها، ولو ضد معتقداتهم أو مبادئهم الروحية. كمَن ينقاد وراء مَن يتكلَّمون عن السحر والعمل.

    ?? الشهوة أيضاً تضعف الإيمان. وبخاصة لأن الذين يمارسون شهواتهم لا يؤمنون بأن اللَّه يراهم، أو أن اللَّه يفحص قلوبهم، ويعرف أفكارهم ونيَّاتهم! كل ذلك لا يضعونه أمامهم وكأنهم لا يؤمنون به بسبب الشهوة.

    ?? ومِمَّا يضعف الإيمان أيضاً: ضلالات الشياطين. ومن أهمها الرؤى الكاذبة التي يندمج بها إرشاد مُعيَّن يضل الإنسان، ومن أمثال ضلالات الشياطين: الأحلام والنبؤات الكاذبة، وأفكار الضلالات والبِدَع.

    ?? الشك أيضاً يضعف الإيمان. كما أن ضعف الإيمان يولِّد الشك. فإن حاربتك شكوك من جهة وجود اللَّه أو بعض العقائد الأساسية، فلا تخف هذه محاربات من العدو، وليست إنكاراً منك للإيمان. وبخاصة إن كان قلبك رافضاً لها. أمَّا إن كانت الشكوك منك، وأنت مقتنع بها، فعليك أن تعالجها بفهم إيماني سليم، وبسؤال المتخصصين وأهل العلم، وبقراءة الكُتب المفيدة في موضوعك.

    ?? وهناك أمور تستطيع أن تختبر بها إيمانك العملي: من أمثلتها الضيقة. قد تحل الضيقة باثنين: أحدهما مؤمن والآخر غير مؤمن. فيضطرب غير المؤمن ويخاف ويقلق، ويتصوَّر أسوأ النتائج، وتزعجه الأفكار. أمَّا المؤمن فيلاقيها بكل إطمئنان، وبسلام قلبي عجيب. وقد يسأله البعض عن شعوره إيذاء الضيقة فيقول: " هذه المشكلة سوف يتدخَّل اللَّه فيها ويحلَّها، وسوف تؤول إلى الخير "، وقد تسأله كيف سيتدخَّل اللَّه؟ وكيف سيحلَّها؟ فيجيبك: أنا لا أعرف ولكن ما أعرفه أننا لا نهتم بمشاكلنا فاللَّه هو المهتم بالكل.

    إذن إن كانت الضيقة تفقدك سلامك القلبي، فإعرف أن إيمانك ضعيف. وهو ضعيف من جهة الإيمان باللَّه الحافظ والراعي. لذلك فإن الإنسان المؤمن يجعل اللَّه بينه وبين الضيقة، فتختفي الضيقة ويظهر اللَّه. أمَّا غير المؤمن فإنَّ الضيقة تخفي عنه معونة اللَّه.

    المؤمن مهما بدت كل الأبواب مغلقة، يرى باب اللَّه مفتوحاً.

    تختبر إيمانك أيضاً ببعض الوصايا. ومنها وصية العطاء، التي تعطي بها نصيباً من مالك واللَّه، أي للفقراء والمحتاجين. وبخاصة إذا كان المؤمن محتاجاً، أو مطلوب منه أن يُعطي من اعوازه. فإن ضعف إيمانه يقول: " إن كان المُرتَّب كله أو الإيراد كله لا يكفي، فكيف يكون الحال إن نقص ما أعطيه للَّه؟! ". أمَّا المؤمن الحقيقي فإنه يؤمن بأن اللَّه سيُبارِك باقي ما يملكه إن دفع للمحتاجين. إنه إختبار لإيمانك: هل اللَّه قادر أن يعولك بما تبقَّى لك بعد دفع نصيب الفقراء.

    ?? كذلك من الاختبارات الهامة: مدى محبتك للصلاة. فهل تنساها وتمر عليك أوقات كثيرة لا تُصلِّي فيها؟ وهل إذا وقفت للصلاة تُفكِّر في كيف تنتهي منها لتنشغل بأمور أخرى تهمك بالأكثر؟ وهل أثناء صلاتك يمكن أن يسرح فكرك في أمور أخرى، وتنسى أنك واقف أمام اللَّه تخاطبه؟!

    تختبر إيمانك أيضاً بأنه هل يدركك اليأس أحياناً. واليأس ضد الإيمان. ولا شكَّ أن المنتحرين يكونون قد فقدوا إيمانهم بحقيقة الحياة بعد الموت، التي يدخل إليها المنتحر وهو قاتل نفس!




      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 17:35