منتديات ابن الراعى

المقعد الرذيل Urlhtt10


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ابن الراعى

المقعد الرذيل Urlhtt10

منتديات ابن الراعى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    المقعد الرذيل

    ابن الانبا توماس
    ابن الانبا توماس
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 374
    نقاط : 51143
    تاريخ التسجيل : 09/03/2011
    الموقع : منتديات ابن الراعى

    وردة المقعد الرذيل

    مُساهمة من طرف ابن الانبا توماس الإثنين 14 مارس 2011 - 6:02


    كان بيشوي يحب الله كثيرا و كان يميل إلى العزلة والخلوة وأشتاق أن يكرس حياته لله ، لكنه كان مترددا في أن يترهبن فهو يشتاق لخدمة الآخرين ، و بعد صلاة عميقة واستشارة أب اعترافه واختبارات عديدة توجه للدير و ترهبن وكان دائما يصلي : يارب أعطني أن أخدمك في شخص أخوتي ، إذ كان يشتهي أن يخدم الآخرين.
    و في يوم أرسله رئيس الدير لشراء ما يحتاجه الرهبان من العالم , هناك قابل شخص مقعد في الطريق ، فتوجه إليه ليعطيه صدقة و لكن المقعد بكى ، و قال له: أنا لا أحتاج للمال فقط ، بل لشخص يخدمني ، و أهلي تعبوا مني وأحضروني هنا لأستعطي ، ألا تستطيع أيها الراهب القديس أن تخدمني و سأكون لك مطيعا و مدينا لك العمر كله ، تردد الراهب للحظات إن الله أعطاه شهوة قلبه ولكن هل سيقبل رئيس الدير بذلك ، قال له : اسمح لي أن آخذ إذن أبي في هذا الأمر ، ثم أحضر إليك غدا
    ذهب لأبيه الروحي واعلمه بالأمر ، فقال له : هل أنت مستعد أن تخدمه طول العمر مع ممارسة صلواتك و الأعمال الأخرى المطلوبة منك أم إنه انفعال مؤقت ، قال له بيشوي : يا أبي بصلواتك أنا مستعد
    ذهب الراهب بيشوي فرحا وأحضر أولوجيوس المقعد وكان يدعو له بطول العمر والصحة وعكف على خدمته باجتهاد شديد.
    و بعد مرور عدة سنوات تحول أولوجيوس من مقعد مسكين إلى شخص كئيب دائم التذمر ، يأمر وينهي الراهب كأنه عبده و يحيره بطلبات غير متوافرة و يتهمه بأنه لا يبالي به و إنه يهتم بنفسه أكثر ، والراهب يحزن و يضاعف جهده و يحاول إرضاءه دون جدوى و بالتدريج شعر الراهب إنه ظلم نفسه بهذه الخدمة و ما الذي يدعوه لذلك و هو الذي ترك العالم ، ثم إن باقي الرهبان أحرار في وقتهم لا ينغص عليهم شي ، لماذا هو ؟
    فكر بيشوي الراهب أن يرجع المقعد مكانه وكفى كل هذه السنين ، ولكنه قد عاهد أبيه الروحي أن يخدمه طول العمر ، والمقعد المتذمر يقول له : أنا كنت مرتاح لوحدي ، رجعني مكاني ، هل أتيت بي هنا لتعذبني ، و في لحظة قررا أن يذهبا لأبيهما الروحي ليأخذا منه الحل وكل واحد يذهب لمكانه و يفترقا للأبد
    و صل الراهب بيشوي لأبيه الروحي ، وشكى له حاله متوقعا منه أن يتعاطف معه ولكنه فوجئ به يعنفه و يقول له : هل تظن إن الله لا يقدر أن يوفر له إنسان يخدمه غيرك ، هل بهذه السهولة تتخلى عنه ؟ و ما الذي احتملته أنت و كيف تفكر في هذا الأمر ، ارجع وقدم توبة وابكي على هذا الفكر واخدمه بكل قلبك.
    ثم ذهب الأب الروحي للمقعد على انفراد و وبخه قائلا : ألا تشكر الله على أنه أعطاك هذا الراهب القديس الذي خدمك طيلة هذه السنين دون أي أجر ، هل تكافئه شرا عن الخير الذي فعله لك ، اذهب واعتذر له ، بكى المقعد و هو يطلب السماح من الراهب ، الذي بكى هو أيضا و هو يقول له : سامحني أنا المخطئ ، و ذهبا كلاهما إلى القلاية و بعد 3 أيام مات المقعد و بعد 3 أيام أخرى مات الراهب بيشوي
    هل تدرك يا صديقي أن الشيطان يحاول بأي وسيلة أن يجعلنا نخسر إكليلنا و تعبنا في أي لحظة ، بأن نغضب ولا نحتمل ، ماذا لو استجاب الراهب و المقعد لصوت الشيطان و افترقا ومات كلاهما و هو غاضب على الآخر.
    أرجوك ألا تعطى فرصة للشيطان أن يضيع إكليلك بأن تتنازل عن عمل خير يمكنك عمله أو مصالحة مع صديق مخطئ أو خدمة لإنسان متعب أو حزين أو مريض ، فقد تكون هذه هي آخر فرصة لك
    أسرع و انتهز الفرصة قبل أن يفوت الأوان عالما إن الله يرى تعبك و يكافئك في الحياة الأبدية

    فمن يعرف ان يعمل حسنا و لا يعمل فذلك خطية له
    ( يع 4 : 17 )

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 17:39