( أ ) النوح
+ قال القديس موسي الأسود :
" النوح يطرد جميع أنواع الشرور عند ثورانها "
+ قال أنبا أوغريس :
- " لا تنسي أنك . أخطأت ، حتي ولو أنك قد تبت ، بل أجعل النوح وتذكار الخطية اتضاعا لك ، لكي بالاتضاع تتقي الكبرياء ".
- كما أنك تخفي خطاياك عن الناس ، كذلك أخف أتعابك أ]ضاً ، فأن كنت لله وحده تظهر نقائصك ، فلماذا تظهر للناس تلك الأتعاب التي تصنعها لأجلها ، بقلة رأي .
( ب ) احتمال الاهانات
+ قال القديس موسي الأسود :
- لنتحمل السب والتعيير لنتخلص من الكبرياء .
-اذا تقبل الانسان الزجر والتوبيخ فأن ذلك يولد له التواضع .
- احتمل الخزي والحزن من اجل اسم المسيح باتضاع وقلب شغال واطرح امامه ضعفك ، فسيكون لك الرب قوة .
قال شيخ :
" ليس من يحتقر ذاته هو المتضع ، ولكن من قبل من غيره ضروب الهوان يفرح ، فهذا هو المتضع " .
+ وقال اخر :
" لو لم يخضع يوسف للعبودية أولا ، لما صار لمصر سيدا ، وان لم يخضع الراهب نفسه للعبودية اولا بكل تذلل ومسكنة . فلن يصير سيدا الأوجاع ولن تخضع له الشياطين " .
+ قال أنبا يوحنا التبايسي :
" ينبغي للراهعب قبل كل شيء أن يقتني الاتضاع ، لأن هذه هي وصية مخلصنا الأولي ، أذ قال : " طوبي لمساكين بالروح فأن لهم ملكوت السموات ، لأن آباءنا اذ كانوا يفرحون بشتائم كثيرة ، دخلوا الي ملكوت السموات ".
+ طلب أحد الرهبان :
ممكن يسكنون البرية مكانا لنفسه ، فقام وجاء الي دير من أعمال الصعيد ، وكان سكان ذلك الدير كلهم قديسين ، فبعد ما أقام عندهم أياها . قال لرئيس الدير " : صلب علي يا أبي ؟ " فأجابه قائلا : " أنه لا يوجد ههنا تعب والآباء كلهم قديسون ، واما انا ، فاني انسان خاطيء أريد ان امضي الي موضع . حيث اهان وأشتم ، لأنه بالازدراء والاهانة يخلص الخطاة ".
+ وقال أيضاً :
انه كان يوجد شيخ له تلميذ جيد ، ومن الملل كان الشيخ يخرجه خارج الباب ويزدري به فكان التلميذ يمكث جالسا خارجا ، ولما فتح الشيخ الباب في اليوم الثالث ، وجده جالسا فأدي له الشيخ مطانية وقال له : " يا ولدي أن تواضعك وطول أناتك قد غلبا شري وصغر نفسي فهلم الآن الي الداخل ، ومنذ الأن ، كن أنت الشيخ وأنا التلميذ " .
+ ومما جاء عن أنبا دانيال :
أنه حدث أن كان لرجل غني في احدي مدن مصر ابنة مجنونة ( بروح نجس ) ، ولم يحصل لها علي شفاء ، وكان له صديق راهب ، هذا قال له : " أنه لا يستطيع أحد أن يشفي ابنتك الا الشيوخ الرهبان ، ولكنك ان طلبت اليهم فلن يجيبوك الي طلبك لتواضعهم ، فأشير عليك بأن تصنع حسب ما اقوله لك ، فإذا هم جاءوا الي السوق ليبيعوا عملهم ، تظاهر بأنك تريد الشراء منهم ، وخذهم معك الي منزلك لتعطيهم الثمن ، وحينئذ أسألهم أن يصنعوا صلاة ، وأنا واثق ابنتك تبرأ " .
فلما خرج الرجل الي موضع البيع وجد راهبا واحدا من التلاميذ جالسا ، فأخذه الي بيته مع ونابيله بحجة انه يعطيه ثمنها ، فلما وافي الراهب الي المنزل ، خرجت البنت المجنونة ولطمت خد الراهب ، فحول لها الأخر باتضاع حسب الوصية ، فتذب الشياط من اتمام الوصية ، وخرج منها متألما صارخا قائلا : " الويل لنا من وصايا يسوع لأنها تزعجنا " فلما علم الشيوخ بما كان ، سبحوا الله قائلين : " لا شيء يذل عظمة الشيطان مثل أكمال وصية السيد المسيح ربنا بإتضاع " .
( ج ) عدم الثقة في برنا
+ قال القديس موسي الأسود :
اختر نفسك كل يوم وتأمل في أي المحاربات انتصرت ولا تثق بنفسك بل قل : " الرحمة والعون هما من الله " ، لا تظن في نفسك أنك أجدت شيئا من الصلاح الي آخر نسمة من حياتك .
-لا تسكبر وتقول " طوباي " لأنك لا يمكنك أن تطمئن من جهة أعدائك .
-لا تثق بنفسك ما دمت في الجسد حتي تعبر عنك سلاطين الظلمة .
-الذي يعتقد في نفسه أنه بلا عيب فقد حوي في ذاته سائر العيوب .
-ان لم يضع الانسان نفسه في مركز خاطيء ، فلن تسمع صلاته أمام الرب .
+ وساله أخ : " ما هي النفس الخاطئة ؟ " .
اجاب الشيخ : " كل من حمل خطاياه ، ولم يعتبر بخطاياه الغير " .
+ قال مار اسحق :
-الانسان الذي قد عرف ضعفه وعجزه ، قد حصل الي حد الاتضاع .
-لا تظن بنفسك انك طاهر من الخطيئة ، ولا تثق بنفسك ما دمت في هذا الجسد ، حتي تعتبر سلاطين الظلمة .
-تذكر الذين هم أعلي منك في الصلاح كيما تحسب نفسك ناقصا بالنسبةلهم . وأذكر ايضا كيف سقط الأقوياء لكيما تتضع بصلاحك .
-طوبي للانسان الذي يعرف ضعفه ، فأن هذه المعرفة تكون له أساساً صالحا ومصدرا لكل خير . لأنه اذا عرف ضعفه ضبط نفسه من الاسترخاء وطلب معونة الله وتوكل عليه . اما من لا يعرف ضعفه فهو قريب من سقطة الكبرياء .
-المريض الذي يقوم رفاقه يشبه انسانا أعمي يري آخرين الطريق .
+ قال الأب الينوس .
" لو لم أكن هدمت كل شيء ، لما كنت قادرا علي أن أبني ذاتي " .
+ قال شيخ .
" لا تظن انك أكملت شيئا من الخير ، فتحفظ أجر برك " .
+ قال بعض الشيوخ .
" إذا صرنا في السلام غير مقاتلين فسبيلنا أن نتضع كثيرا ، لئلا ندخل علينا فرحا غريبا ، فنفتر ونتسب ذلك الي جهادنا ونتعظم في انفسنا فيتركنا من عنايته ، ونسلم الي القتال فنسقط ، لأن الله لأجل ضعفنا ، مرارا كثيرة يرفع عنا القتال " .
+ قال شيخ .
" اذا رأيت شابا يصعد الي السماء بهواه فشد رجله واطرحه فأن هذا " .
+ وقيل أيضاً .
" أن جاءتك حسنة عظيمة وبدأت تفتخر ، فانظر في نفسك لعلك حفظت الوصايا ، فتحب مبغضيك وتفرح بصلاح عدوك وتخزن لحزنه وتحسب نفسك عبدا بطالا ، وأنك أخطأ كل الناس ، وأن لا تفتخر اذا قومت كل صلاح ، حيث أنه يجب أن تعلم هذه الحسنة تهلك وتبطل جميع الحسنات " .
+ قال الأب نستاريون .
" أن اللص كان علي الصليب وبكلمة واحدة تزكي ، ويوداس كان من جملة الرسل ، وفي ليلة واحدة أضاع كل شيء ، من اجل ذلك لا يفتخر أحد من صانعي الحسنات ، لأن كل الذين وثقوا بذواتهم سقطوا " .
+ قال شيخ .
" الذي يحتقر نفسه من اجل الرب ، يهبه الحكمة والمعرفة ، لسنا في احتياج الا الي قلب حريص " .
+ قال شيخ .
" الاتضاع خلص كثيرين بلا تعب ، وتعب الانسان بلا اتضاع يذهب باطلا ، لأن كثيرين تعبوا ، فاستكبروا وهلكوا " .
+ كذلك قيل :
" اذا نال انسان طلبته ، فلا يعجب بنفسه ، بل يتضع بالأكثر ، ويتعجب من رحمة الله " .
+ وقال أنبا بيصاريون .
" اذا صرنا في سلامة غير مقاتلين فسبيلنا أن نتضع كثيرا لئلا ندخل علينا فرحا غريبا فنفتخر ونسلم الي القتال . لأن الله لأجل ضعفنا مرارا كثيرة لا يطلق القتال علينا لئلا نهلك " . ( ميامر 279 )
+ قيل عن شيخ انه .
" قد مدحته أفطاره لأجل أعمال قد صنعها من قبل قائلة له بأنه قد أهل للرجاء وعدم الفساد مثلا ، فأجاب الشيخ أفكاره قائلا : أني الآن لا زلت سائرا في الطريق ، وباطلا تمدحونني ، لأني لم أصل بعد الي نهاية الطريق" .
+ قيل عن شيخ :
" أنه أقام سنين كثيرة ناسكا ، لا يأكل سوي خبزا وملحا ، مرة كل أسبوع ، حتي لصق جلده بعظمه ، وفي بعض الأيام زاره شيخ آخر ، فلما رآه متعبا جدا قال له : " يا أبي انك قتلت نفسك وحدك بكثرة التعب ، فكل شيئا من الأدام لترجع اليك قوتك " ، فلم يشأ ، فكرر عليه قائلا : " كل ولو قليلا من الفاكهة " .
+ فأجابه الشيخ :
" لماذا تضطرني الي الكلام ، لأني حتي ولو اكملت الرماد مع الطعام لا أستطيع أن أرضي الله ، لأني عالم بما حصل لنفسي أنا شخصيا ، أذ حدث مرة وأنا راقد ، أذ أخذت الي موضع الحكم ، وكان كثيرون قياما هنا ومن هنا ، وكنت واقفا بخوف شديد ، فقلت : : أذكر يارب تعبي : ، ,بقولي هذه الكلمة عوقبت فورا ، اذ قال للقيام : اخرجوا هذا : ، فدنا مني واحد وأدخل يده في فمي ، وقطع لساني ، وجعله في يدي ، فاستيقظت وأنا مرتعد ، فوجدت يدي مطبوقة ففتحتها ظانا أنها ممسكة بلساني " ، فلما سمع الشيخ هذا الكلام أمسك عنه " .
+ وقف الشيطان برجل قديس ساعة وفاته وقال له : " لقد انفلت مني " فأجابه : " لست أعلم " . الي هذا المقدار كان احترس الآباء من الافتخار في شيء " .
( د ) محبة الناس
+ قال شيخ :
" أن أردت أن تنجح في أطفاء الغضب والرجز ، فاتقن الاتضاع ، ولتكن لك طاعة ورجاء في كل احد ، لأن الغضب والرجز يسوقان الانسان الي الهلاك ، ويبعدانه عن الله ، أما الاتضاع فأنه يحرق الشياطين ، والطاعة هي التي جاءت بابن الله وسكن في البشرية ، والايمان خلص الناس ، والرجاء لا يخزي ، وأما المحبة فهي التي تدع الانسان لا يسقط ولا يبتعد عن الله ، فالذي يريد ان يخلص ، عليه أن يقطع هواه في كل شيء ، ويقتني الاتضاع ، وليكن الموت بين عينيه ".
ذهب أخ الي انبا بيمن وقال له : " ماذا تامرني أن أفعل ؟ "
قال له الشيخ : " كن صديقا لمن يحكي عنك بالشر ، وهكذا تجتاز أيامك بنياح " .
- السلوك بمحبة واتضاع -
+ قال مار اسحق :
الذي يعود لسانه أن يقول الصالحات علي الاختيار والأشرار ، يملك السلام في قلبه سريعها .
-الذي نشر مراحمه بلا تمييز علي الصالحين والأشرار ، بالشفقة ، فقد تشبه بالله
- الذي يبغض صورة الله لا يمكن أن يكون محبوبا من الله .
- ان الانسان البعيد عن ذكر الله ، لا هم له الا في ايقاع السوء بقثريبه .
+ قال أنبا ايليا :
" أي منفعة للمحبة حيث تكون الكبرياء " .
+ قال أخ لأنبا تيموثاوس :
" أني أري نفسي بين يدي الله دائما " ، فقال له : " ليس هذا بعجيب ، ولكن الأعجب ان يبصر الانسان نفسه تحت كل خليقة " .
+ وقال شيخ :
" القلب النقي ينظر كل الناس اطهاراً وهو وحده النجس " .
+ وقال آخر :
" إذا قال الراهي لصاحبه : " أغفر لي " بإتضاع ، تحترق الشياطين " .
+ وكذلك قيل :
- " أن شئت أن تنال الغفران ، أغفر أيضاص لقريبك " .
- " من هو متنسك من المآكل وفي قلبه حقد وأفكار ردية علي أخيه فأنه آلة وأرغن للشيطان " .
- عدم الجدال والرغبة في الانتصار ( عدم المقاوحة ) –
+ قال شيخ :
" أريد أن أكون مغلوباً بإتضاع أفضل من أن أكون غالباً بإفتخار " .
+ وقال آخر :
" لو كنا حكماء ونجعل أنفسنا جهالا ، فاننا نستريح ونتنيح " .
فقال له أخ : وكيف يجعل الانسان مفسه جاهلا وهو حكيم ؟ " .
قال له الشيخ : " إذا أنت قلت كلمة في وسط الاخوة ،وكانت تلك الكلمة حقاً وصواباً / ويتفق أن يقوم آخر ويقول كلمة كذب وغير صائبة ، فأنك أن أبطلت كلمتك الصائبة ، واقمت كلمة أخيك الكاذبة ، فتكون حكيماً وقد جعلت نفسك جاهلا من اجل الله " .
+ وقال مار اسحق :
" كما أن جريان الماء يتجه إلي أسفل هكذا قوة الغضب إذا ما ألفت موضعا في فكرنا " .
+ قال القديس برصنوفيوس :
" لا تحسب نفسك شيئاً وأنت تتنيح ، جاهد أن تموت من كل الناس وأنت تخلص ، قل لفكرك ، أني قدمت ووضعت في القر ، فماذا لي مع الأحياء ، وبذلك لن يقدر شيء أن يحزنك ، أن الطاعة مطفئة لجميع سهام العدو المحماة . أما المحبة فهي فهي المزود العظيم الذي يشد كل أسترخاء ويشفي كل الأمراض " .
- عدم الادانة –
+ قال مار اسحق :
- استر علي الخاطيء من غير أ، تنفر منه لكيما تحملك رحمة الله .
- من كل ضميره دائما يهذي بالصالحات ، لا ينظر الي نقائص قريبة .
- من يزيل من ضميره هفوات قريبه ، يزرع السلام في قلبه .
- احذر من هذه الخلة أن تكون جالساً وأنت تدين أخاك ، لأن هذا يقلع جميع بنيان برج الفضيلة العظيم ، وصلاة الحقود كبذار علي صفا ( صخرة ) .
- أبسط رداءك علي المذنب وأستره ، أن كنت لا تقدر أن تحتمل وتضع علي نفسك أوزاره وتقبل الأدب وتتجشم الأتعاب من جرائه .
- مشاركة الوجدانية –
+ قال مار أسحق :
- أسند الضعفاء وعز صغيري النفوس كيما تسندك اليمين التي تحمل الكل .
- شارك الحزاني بتوجع قلبك كي يفتح باب الرحمة لصلاتك .
- المعتذر عن المظلوم يجد الله تعالي مناضلا عنه . من عاضد قريبه يعاضده الله سبحانه بذراعه ، ومن سب أخاه برذيلة كان الله له سابا ومبكتا .
- احترام الكل –
+ قال مار أسحق :
" الذي يكرم كل انسان من أجل الله تعالي ، يجد معونة من كل باشارة الله الخفية"
( هـ ) أخفاء التدابير وأنكار الذات
+ قال مار أسحق :
" ليكن معلوما عندك أن كل خير لن يكون مقبولا الا اذا عمل في الخفاء " .
+ قال أنبا أغاثون :
" لا يمكنك أن تحيا حياة مرضية أمام الله ما دمت محبا للذات " .
+ قال القديس موسي الأسود :
" أن كنا ملومين فذلك لأن الهزيمة دائماً هي منا ، من ينكر ذاته ولا يظن أنه شيء فذلك يكون سالكاً حسب مشيئة الله " .
- أشر الرذائل كلها هي أن يزكي الانسان نفسه بنفسه .
- من ينكر ذاته يسلك في سلام .
+ قال أخ :
" كما ان الكنز اذا ظهر نقص ، كذلك الفضائل اذا اشتهت وعرفت تبيد وتهلك " .
+ سأل أخ الأب ميليوس قائلا :
" أريد أن أمضي لأسكن في موضع ، فماذا تريدني أتدبر هناك ؟ " .
فقال له الشيخ : " أن سكنت في موضع فاحترس ألا تخرج لك أسماً في شيء من الأشياء ، بل في كل موضع جلست فيه ، أتبع الكل مساوياً نفسك بهم ، وكل ما تراه من أفعال الورعين الأتقياء الذين ينتفع منهم ، فافعله مثلهم ، وبذلك تتنيح . لأن هذا هو الأتضاع أن تساوي نفسك باحوتك ، حتي إذا ابصرك الناس تدخل وتخرج مع الاخوة لا يقصدونك ولن يفتنوك "
+ قال القديس موسي الأسود :
" النوح يطرد جميع أنواع الشرور عند ثورانها "
+ قال أنبا أوغريس :
- " لا تنسي أنك . أخطأت ، حتي ولو أنك قد تبت ، بل أجعل النوح وتذكار الخطية اتضاعا لك ، لكي بالاتضاع تتقي الكبرياء ".
- كما أنك تخفي خطاياك عن الناس ، كذلك أخف أتعابك أ]ضاً ، فأن كنت لله وحده تظهر نقائصك ، فلماذا تظهر للناس تلك الأتعاب التي تصنعها لأجلها ، بقلة رأي .
( ب ) احتمال الاهانات
+ قال القديس موسي الأسود :
- لنتحمل السب والتعيير لنتخلص من الكبرياء .
-اذا تقبل الانسان الزجر والتوبيخ فأن ذلك يولد له التواضع .
- احتمل الخزي والحزن من اجل اسم المسيح باتضاع وقلب شغال واطرح امامه ضعفك ، فسيكون لك الرب قوة .
قال شيخ :
" ليس من يحتقر ذاته هو المتضع ، ولكن من قبل من غيره ضروب الهوان يفرح ، فهذا هو المتضع " .
+ وقال اخر :
" لو لم يخضع يوسف للعبودية أولا ، لما صار لمصر سيدا ، وان لم يخضع الراهب نفسه للعبودية اولا بكل تذلل ومسكنة . فلن يصير سيدا الأوجاع ولن تخضع له الشياطين " .
+ قال أنبا يوحنا التبايسي :
" ينبغي للراهعب قبل كل شيء أن يقتني الاتضاع ، لأن هذه هي وصية مخلصنا الأولي ، أذ قال : " طوبي لمساكين بالروح فأن لهم ملكوت السموات ، لأن آباءنا اذ كانوا يفرحون بشتائم كثيرة ، دخلوا الي ملكوت السموات ".
+ طلب أحد الرهبان :
ممكن يسكنون البرية مكانا لنفسه ، فقام وجاء الي دير من أعمال الصعيد ، وكان سكان ذلك الدير كلهم قديسين ، فبعد ما أقام عندهم أياها . قال لرئيس الدير " : صلب علي يا أبي ؟ " فأجابه قائلا : " أنه لا يوجد ههنا تعب والآباء كلهم قديسون ، واما انا ، فاني انسان خاطيء أريد ان امضي الي موضع . حيث اهان وأشتم ، لأنه بالازدراء والاهانة يخلص الخطاة ".
+ وقال أيضاً :
انه كان يوجد شيخ له تلميذ جيد ، ومن الملل كان الشيخ يخرجه خارج الباب ويزدري به فكان التلميذ يمكث جالسا خارجا ، ولما فتح الشيخ الباب في اليوم الثالث ، وجده جالسا فأدي له الشيخ مطانية وقال له : " يا ولدي أن تواضعك وطول أناتك قد غلبا شري وصغر نفسي فهلم الآن الي الداخل ، ومنذ الأن ، كن أنت الشيخ وأنا التلميذ " .
+ ومما جاء عن أنبا دانيال :
أنه حدث أن كان لرجل غني في احدي مدن مصر ابنة مجنونة ( بروح نجس ) ، ولم يحصل لها علي شفاء ، وكان له صديق راهب ، هذا قال له : " أنه لا يستطيع أحد أن يشفي ابنتك الا الشيوخ الرهبان ، ولكنك ان طلبت اليهم فلن يجيبوك الي طلبك لتواضعهم ، فأشير عليك بأن تصنع حسب ما اقوله لك ، فإذا هم جاءوا الي السوق ليبيعوا عملهم ، تظاهر بأنك تريد الشراء منهم ، وخذهم معك الي منزلك لتعطيهم الثمن ، وحينئذ أسألهم أن يصنعوا صلاة ، وأنا واثق ابنتك تبرأ " .
فلما خرج الرجل الي موضع البيع وجد راهبا واحدا من التلاميذ جالسا ، فأخذه الي بيته مع ونابيله بحجة انه يعطيه ثمنها ، فلما وافي الراهب الي المنزل ، خرجت البنت المجنونة ولطمت خد الراهب ، فحول لها الأخر باتضاع حسب الوصية ، فتذب الشياط من اتمام الوصية ، وخرج منها متألما صارخا قائلا : " الويل لنا من وصايا يسوع لأنها تزعجنا " فلما علم الشيوخ بما كان ، سبحوا الله قائلين : " لا شيء يذل عظمة الشيطان مثل أكمال وصية السيد المسيح ربنا بإتضاع " .
( ج ) عدم الثقة في برنا
+ قال القديس موسي الأسود :
اختر نفسك كل يوم وتأمل في أي المحاربات انتصرت ولا تثق بنفسك بل قل : " الرحمة والعون هما من الله " ، لا تظن في نفسك أنك أجدت شيئا من الصلاح الي آخر نسمة من حياتك .
-لا تسكبر وتقول " طوباي " لأنك لا يمكنك أن تطمئن من جهة أعدائك .
-لا تثق بنفسك ما دمت في الجسد حتي تعبر عنك سلاطين الظلمة .
-الذي يعتقد في نفسه أنه بلا عيب فقد حوي في ذاته سائر العيوب .
-ان لم يضع الانسان نفسه في مركز خاطيء ، فلن تسمع صلاته أمام الرب .
+ وساله أخ : " ما هي النفس الخاطئة ؟ " .
اجاب الشيخ : " كل من حمل خطاياه ، ولم يعتبر بخطاياه الغير " .
+ قال مار اسحق :
-الانسان الذي قد عرف ضعفه وعجزه ، قد حصل الي حد الاتضاع .
-لا تظن بنفسك انك طاهر من الخطيئة ، ولا تثق بنفسك ما دمت في هذا الجسد ، حتي تعتبر سلاطين الظلمة .
-تذكر الذين هم أعلي منك في الصلاح كيما تحسب نفسك ناقصا بالنسبةلهم . وأذكر ايضا كيف سقط الأقوياء لكيما تتضع بصلاحك .
-طوبي للانسان الذي يعرف ضعفه ، فأن هذه المعرفة تكون له أساساً صالحا ومصدرا لكل خير . لأنه اذا عرف ضعفه ضبط نفسه من الاسترخاء وطلب معونة الله وتوكل عليه . اما من لا يعرف ضعفه فهو قريب من سقطة الكبرياء .
-المريض الذي يقوم رفاقه يشبه انسانا أعمي يري آخرين الطريق .
+ قال الأب الينوس .
" لو لم أكن هدمت كل شيء ، لما كنت قادرا علي أن أبني ذاتي " .
+ قال شيخ .
" لا تظن انك أكملت شيئا من الخير ، فتحفظ أجر برك " .
+ قال بعض الشيوخ .
" إذا صرنا في السلام غير مقاتلين فسبيلنا أن نتضع كثيرا ، لئلا ندخل علينا فرحا غريبا ، فنفتر ونتسب ذلك الي جهادنا ونتعظم في انفسنا فيتركنا من عنايته ، ونسلم الي القتال فنسقط ، لأن الله لأجل ضعفنا ، مرارا كثيرة يرفع عنا القتال " .
+ قال شيخ .
" اذا رأيت شابا يصعد الي السماء بهواه فشد رجله واطرحه فأن هذا " .
+ وقيل أيضاً .
" أن جاءتك حسنة عظيمة وبدأت تفتخر ، فانظر في نفسك لعلك حفظت الوصايا ، فتحب مبغضيك وتفرح بصلاح عدوك وتخزن لحزنه وتحسب نفسك عبدا بطالا ، وأنك أخطأ كل الناس ، وأن لا تفتخر اذا قومت كل صلاح ، حيث أنه يجب أن تعلم هذه الحسنة تهلك وتبطل جميع الحسنات " .
+ قال الأب نستاريون .
" أن اللص كان علي الصليب وبكلمة واحدة تزكي ، ويوداس كان من جملة الرسل ، وفي ليلة واحدة أضاع كل شيء ، من اجل ذلك لا يفتخر أحد من صانعي الحسنات ، لأن كل الذين وثقوا بذواتهم سقطوا " .
+ قال شيخ .
" الذي يحتقر نفسه من اجل الرب ، يهبه الحكمة والمعرفة ، لسنا في احتياج الا الي قلب حريص " .
+ قال شيخ .
" الاتضاع خلص كثيرين بلا تعب ، وتعب الانسان بلا اتضاع يذهب باطلا ، لأن كثيرين تعبوا ، فاستكبروا وهلكوا " .
+ كذلك قيل :
" اذا نال انسان طلبته ، فلا يعجب بنفسه ، بل يتضع بالأكثر ، ويتعجب من رحمة الله " .
+ وقال أنبا بيصاريون .
" اذا صرنا في سلامة غير مقاتلين فسبيلنا أن نتضع كثيرا لئلا ندخل علينا فرحا غريبا فنفتخر ونسلم الي القتال . لأن الله لأجل ضعفنا مرارا كثيرة لا يطلق القتال علينا لئلا نهلك " . ( ميامر 279 )
+ قيل عن شيخ انه .
" قد مدحته أفطاره لأجل أعمال قد صنعها من قبل قائلة له بأنه قد أهل للرجاء وعدم الفساد مثلا ، فأجاب الشيخ أفكاره قائلا : أني الآن لا زلت سائرا في الطريق ، وباطلا تمدحونني ، لأني لم أصل بعد الي نهاية الطريق" .
+ قيل عن شيخ :
" أنه أقام سنين كثيرة ناسكا ، لا يأكل سوي خبزا وملحا ، مرة كل أسبوع ، حتي لصق جلده بعظمه ، وفي بعض الأيام زاره شيخ آخر ، فلما رآه متعبا جدا قال له : " يا أبي انك قتلت نفسك وحدك بكثرة التعب ، فكل شيئا من الأدام لترجع اليك قوتك " ، فلم يشأ ، فكرر عليه قائلا : " كل ولو قليلا من الفاكهة " .
+ فأجابه الشيخ :
" لماذا تضطرني الي الكلام ، لأني حتي ولو اكملت الرماد مع الطعام لا أستطيع أن أرضي الله ، لأني عالم بما حصل لنفسي أنا شخصيا ، أذ حدث مرة وأنا راقد ، أذ أخذت الي موضع الحكم ، وكان كثيرون قياما هنا ومن هنا ، وكنت واقفا بخوف شديد ، فقلت : : أذكر يارب تعبي : ، ,بقولي هذه الكلمة عوقبت فورا ، اذ قال للقيام : اخرجوا هذا : ، فدنا مني واحد وأدخل يده في فمي ، وقطع لساني ، وجعله في يدي ، فاستيقظت وأنا مرتعد ، فوجدت يدي مطبوقة ففتحتها ظانا أنها ممسكة بلساني " ، فلما سمع الشيخ هذا الكلام أمسك عنه " .
+ وقف الشيطان برجل قديس ساعة وفاته وقال له : " لقد انفلت مني " فأجابه : " لست أعلم " . الي هذا المقدار كان احترس الآباء من الافتخار في شيء " .
( د ) محبة الناس
+ قال شيخ :
" أن أردت أن تنجح في أطفاء الغضب والرجز ، فاتقن الاتضاع ، ولتكن لك طاعة ورجاء في كل احد ، لأن الغضب والرجز يسوقان الانسان الي الهلاك ، ويبعدانه عن الله ، أما الاتضاع فأنه يحرق الشياطين ، والطاعة هي التي جاءت بابن الله وسكن في البشرية ، والايمان خلص الناس ، والرجاء لا يخزي ، وأما المحبة فهي التي تدع الانسان لا يسقط ولا يبتعد عن الله ، فالذي يريد ان يخلص ، عليه أن يقطع هواه في كل شيء ، ويقتني الاتضاع ، وليكن الموت بين عينيه ".
ذهب أخ الي انبا بيمن وقال له : " ماذا تامرني أن أفعل ؟ "
قال له الشيخ : " كن صديقا لمن يحكي عنك بالشر ، وهكذا تجتاز أيامك بنياح " .
- السلوك بمحبة واتضاع -
+ قال مار اسحق :
الذي يعود لسانه أن يقول الصالحات علي الاختيار والأشرار ، يملك السلام في قلبه سريعها .
-الذي نشر مراحمه بلا تمييز علي الصالحين والأشرار ، بالشفقة ، فقد تشبه بالله
- الذي يبغض صورة الله لا يمكن أن يكون محبوبا من الله .
- ان الانسان البعيد عن ذكر الله ، لا هم له الا في ايقاع السوء بقثريبه .
+ قال أنبا ايليا :
" أي منفعة للمحبة حيث تكون الكبرياء " .
+ قال أخ لأنبا تيموثاوس :
" أني أري نفسي بين يدي الله دائما " ، فقال له : " ليس هذا بعجيب ، ولكن الأعجب ان يبصر الانسان نفسه تحت كل خليقة " .
+ وقال شيخ :
" القلب النقي ينظر كل الناس اطهاراً وهو وحده النجس " .
+ وقال آخر :
" إذا قال الراهي لصاحبه : " أغفر لي " بإتضاع ، تحترق الشياطين " .
+ وكذلك قيل :
- " أن شئت أن تنال الغفران ، أغفر أيضاص لقريبك " .
- " من هو متنسك من المآكل وفي قلبه حقد وأفكار ردية علي أخيه فأنه آلة وأرغن للشيطان " .
- عدم الجدال والرغبة في الانتصار ( عدم المقاوحة ) –
+ قال شيخ :
" أريد أن أكون مغلوباً بإتضاع أفضل من أن أكون غالباً بإفتخار " .
+ وقال آخر :
" لو كنا حكماء ونجعل أنفسنا جهالا ، فاننا نستريح ونتنيح " .
فقال له أخ : وكيف يجعل الانسان مفسه جاهلا وهو حكيم ؟ " .
قال له الشيخ : " إذا أنت قلت كلمة في وسط الاخوة ،وكانت تلك الكلمة حقاً وصواباً / ويتفق أن يقوم آخر ويقول كلمة كذب وغير صائبة ، فأنك أن أبطلت كلمتك الصائبة ، واقمت كلمة أخيك الكاذبة ، فتكون حكيماً وقد جعلت نفسك جاهلا من اجل الله " .
+ وقال مار اسحق :
" كما أن جريان الماء يتجه إلي أسفل هكذا قوة الغضب إذا ما ألفت موضعا في فكرنا " .
+ قال القديس برصنوفيوس :
" لا تحسب نفسك شيئاً وأنت تتنيح ، جاهد أن تموت من كل الناس وأنت تخلص ، قل لفكرك ، أني قدمت ووضعت في القر ، فماذا لي مع الأحياء ، وبذلك لن يقدر شيء أن يحزنك ، أن الطاعة مطفئة لجميع سهام العدو المحماة . أما المحبة فهي فهي المزود العظيم الذي يشد كل أسترخاء ويشفي كل الأمراض " .
- عدم الادانة –
+ قال مار اسحق :
- استر علي الخاطيء من غير أ، تنفر منه لكيما تحملك رحمة الله .
- من كل ضميره دائما يهذي بالصالحات ، لا ينظر الي نقائص قريبة .
- من يزيل من ضميره هفوات قريبه ، يزرع السلام في قلبه .
- احذر من هذه الخلة أن تكون جالساً وأنت تدين أخاك ، لأن هذا يقلع جميع بنيان برج الفضيلة العظيم ، وصلاة الحقود كبذار علي صفا ( صخرة ) .
- أبسط رداءك علي المذنب وأستره ، أن كنت لا تقدر أن تحتمل وتضع علي نفسك أوزاره وتقبل الأدب وتتجشم الأتعاب من جرائه .
- مشاركة الوجدانية –
+ قال مار أسحق :
- أسند الضعفاء وعز صغيري النفوس كيما تسندك اليمين التي تحمل الكل .
- شارك الحزاني بتوجع قلبك كي يفتح باب الرحمة لصلاتك .
- المعتذر عن المظلوم يجد الله تعالي مناضلا عنه . من عاضد قريبه يعاضده الله سبحانه بذراعه ، ومن سب أخاه برذيلة كان الله له سابا ومبكتا .
- احترام الكل –
+ قال مار أسحق :
" الذي يكرم كل انسان من أجل الله تعالي ، يجد معونة من كل باشارة الله الخفية"
( هـ ) أخفاء التدابير وأنكار الذات
+ قال مار أسحق :
" ليكن معلوما عندك أن كل خير لن يكون مقبولا الا اذا عمل في الخفاء " .
+ قال أنبا أغاثون :
" لا يمكنك أن تحيا حياة مرضية أمام الله ما دمت محبا للذات " .
+ قال القديس موسي الأسود :
" أن كنا ملومين فذلك لأن الهزيمة دائماً هي منا ، من ينكر ذاته ولا يظن أنه شيء فذلك يكون سالكاً حسب مشيئة الله " .
- أشر الرذائل كلها هي أن يزكي الانسان نفسه بنفسه .
- من ينكر ذاته يسلك في سلام .
+ قال أخ :
" كما ان الكنز اذا ظهر نقص ، كذلك الفضائل اذا اشتهت وعرفت تبيد وتهلك " .
+ سأل أخ الأب ميليوس قائلا :
" أريد أن أمضي لأسكن في موضع ، فماذا تريدني أتدبر هناك ؟ " .
فقال له الشيخ : " أن سكنت في موضع فاحترس ألا تخرج لك أسماً في شيء من الأشياء ، بل في كل موضع جلست فيه ، أتبع الكل مساوياً نفسك بهم ، وكل ما تراه من أفعال الورعين الأتقياء الذين ينتفع منهم ، فافعله مثلهم ، وبذلك تتنيح . لأن هذا هو الأتضاع أن تساوي نفسك باحوتك ، حتي إذا ابصرك الناس تدخل وتخرج مع الاخوة لا يقصدونك ولن يفتنوك "